(15) غزوة حنين
  وثامننا لاقى الحمام بسيفه ... بما مسه في الله لا يتوجع
  وقد ذكر الله تعالى هذه القصة ونعى عليهم عجبهم بكثرتهم وأنها سبب الهزيمة في أول المعركة فقال تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}[التوبة ٢٥]، ثم أخبر تعالى في الآية التي بعدها بإنزال السكينة على رسوله ÷ وعلى المؤمنين الذين ثبتوا معه فقال تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ٢٦}[التوبة].
  ثم أمر رسول الله ÷ عمه العباس وكان رجلًا صيتًا فنادى في الناس: يا معشر الأنصار يا أصحاب الشجرة، فأقبلوا بعد إدبارهم واستقبلوا العدو يقاتلونه، فأخذ النبي ÷ بيده كفًّا من حصى فرمى بها العدو، فما زال أمرهم مدبرًا وحالهم إلى انكسار حتى ولوا الأدبار وقذف الله الرعب في قلوبهم، وقتل منهم من قتل، قيل: إنهم مائة وخمسون، وغنم المسلمون كثيرًا من الأموال قيل: إنها أربعة وعشرون ألفًا من الإبل، وأكثر من أربعين ألفًا من الغنم، وأربعة آلاف أوقية فضة.
  ثم قسم النبي ÷ الغنائم فأعطى المؤلفة قلوبهم، فكان يعطي الواحد مائة من الإبل ومن الغنم أكثر من ذلك، ولم يعط الأنصار شيئًا، فعتبوا على ذلك، فجاء سعد بن عبادة وأخبر النبي ÷، فجمعهم ÷ ووعظهم حتى أبكاهم ومما قال: «أما ترضون أن يرجع الناس بالشاء والبعير وترجعون برسول الله» فقالوا: رضينا برسول الله.
  أسئلة:
  س ١: لماذا حشد أشراف هوازن وثقيف جموعهم لحرب رسول الله ÷؟ وكم كان عدد الجيش الذي حشدوه؟