فصل [في الكلام في المسائل التي يجب على المكلف معرفتها واعتقادها في القرآن]
  ولقوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ}[الأنبياء: ٢]، والذكر هو القرآن؛ لقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}[الزخرف: ٤٤] أي: شَرَفٌ لك ولقومك.
  وأما قولي: إنه مخلوقٌ فلأنه مُرَتَّبٌ منظومٌ على مقدارٍ معلومٍ موافقٍ للمصلحة؛ وهو بهذه المنْزِلَة، فجَازَ وَصْفُهُ بأنه مخلوقٌ.
  ولِما رواه عمر بن الخطاب، عن النبي ÷ أنه قال: «كان اللّه ولا شيء ثم خلق الذكر»، والذكر: هو القرآن كما تقدم.
  ثم قل: وأعتقدُ أنه حق لا باطل فيه؛ لقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ٤١ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}[فصلت: ٤١ - ٤٢].
  ثم قل: وأعتقدُ أنه لا تناقض فيه، ولا تعارض، ولا اختلاف؛ {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ٨٢}[النساء: ٨٢].
  ** * **