فصل [في صفة المؤمن وما يجب في حقه]
  وأدين اللّه تعالى بأنهم متى ماتوا مُصِرِّين على الكبائر فإنهم يدخلون نار جهنم، ويُخَلَّدون فيها أبدًا، ولا يخرجون في حال من الأحوال؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ٧٤}[الزخرف ٧٤] والفاسق مجرم كالكافر وقوله تعالى {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ٢٣}[الجن: ٢٣]، والفاسق عاصٍ، كما أن الكافر عاصٍ؛ فيجب حمل ذلك على عمُومه، إلا ما خَصَّته دَلاَلَةٌ؛ وقوله تعالى: {وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ٦٨}[الفرقان ٦٨ - ٦٩]، وإجماع العترة على ذلك، وإجماعهم حجة.
فصل [في صفة المؤمن وما يجب في حَقِّه]
  فإن قيل: فمن المؤمن، وما يجب في حقه؟
  فقل: المؤمن: من أتى بالواجبات، واجتنب المُقَبَّحَات، فمن كان كذلك؛ فإنا نسميه: مؤمناً، ومسلماً، وزكياً، وتقياً، وولياً، وصالحاً، وذلك إجماع.
  ويجب إجلاله، وتعظيمه، واحترامه، وتشميته، وموالاته، ومودَّته.
  وتحرم معاداته، وبُغْضُه، وتُحظر قطيعته، وغِيْبَتُه، وهو إجماع أيضاً؛ ومضمون ذلك أن تُحِبَّ له كل ما تحب لنفسك، وتكره له كل ما تكره لنفسك، وبذلك وردت السُّنَّة.
فصل [في صفة الكافر]
  فإن قيل: فمن الكافر؟
  فقل: من لم يَعْلَمْ له خالقاً، أو لم يَعْلَمْ شيئاً من صفاته التي يتميز بها عن غيره، من كونه قادراً لذاته، عالماً لذاته، حياً لذاته، ونحوَ ذلك من صفاته المتقدمة، فمن جحد شيئاً من ذلك، أو شَكَّ، أو قَلَّد، أو اعتقد أنه في مكان، أو أنه في كل