فرع [في الفرق بين فعل الله وفعل العبد]
  وإنما قلنا: إنه لا بد من ثبوتها لقوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ٧٩}[الإسراء: ٧٩]، قيل: هو الشفاعة، وقال ÷: «من كذب بالشفاعة لم ينلها يوم القيامة».
  وأما أنها تكون لمن ذكرنا فلقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨}[غافر: ١٨]، {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ٢٧٠}[البقرة: ٢٧٠]، وقول النبي ÷: «ليست شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»، وقوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}[الأنبياء: ٢٨]، وكل ذلك يدُلُّ على ما قلنا.
  وتم بذلك ما أردنا ذكره للمسترشدين، تعرضاً منا لثواب رب العالمين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. وصل اللّهم وسلم على محمد صفيك وخاتم أنبيائك، وعلى آله سفن النجاة آمين، وتوفنا مسلمين آمين اللّهم آمين.
  ** * **