منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

النوع الثاني: العجب

صفحة 87 - الجزء 1

  وأما العملي: فهو التواضع بالعمل لله ولسائر الخلق، والمواظبة على أفعال المتواضعين والتأسي بهم في ذلك، وعمدة ذلك وتمامه بترك زينة الحياة الدنيا والبعد عنها، فبذلك يحصل اللطف والتوفيق في تمام المطلوب.

النوع الثاني: العُجْب

  وهو مسرّة بحصول أمر يصحبها تطاول لأجله على من لم يحصل له مثله بقول أو فعل أو ترك أو اعتقاد، كأن يقول: أنا أعلم، أو أفطن منك، أو أكثر مالاً وولداً، أو أنا من بني فلان نسبهم أعلى الأنساب، أو يقول: نسبي فلان، أو أنا المقرب إلى صاحب الأمر، وكالانقباض عن مجالسة الفقراء عُجباً بالغنى، أو تعظيم العلماء معجباً بذلك، أو يعتقد أن الناس هالكون وهو الناجي، أو يعتقد أن منزلته شريفة بسبب العمل، ومن ذلك ما قاله الإمام يحيى #: إن العُجْب هو استعظام النعمة والمسرة بها والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم.

  فتحصَّل⁣(⁣١) أن العُجْب ثلاثة أنواع يجب التحرز من كل واحد منها، ومجاهدة النفس على ذلك:

  النوع الأول: استعظام النعمة والمسرة (بها)⁣(⁣٢) من دون إضافتها إلى المنعم، ولا يقترن بذلك قول أو نحوه.

  النوع الثاني: أن تحصل المسرة ويصحبها قول أو فعل، وهذان النوعان من العُجْب الخالص.

  النوع الثالث: أن تحصل المسرة ويصحبها الاعتقاد، أي: اعتقاد أنه مستحق منزلة شريفة، وهذا عُجْب⁣(⁣٣) باعتبار المسرة، ومآله إلى الكبر بسبب حصول الاعتقاد.


(١) في المخطوط: فيحصل.

(٢) من المطبوع.

(٣) في المخطوط: أعجب.