منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

النوع الثالث: الرياء

صفحة 89 - الجزء 1

  الرابع: أن يفعل الطاعة ظاهراً وباطناً ولا يقول باللسان، ولكن يريد بقلبه مدح الناس على عمله.

  الخامس: أن يفعل الطاعة ظاهراً وباطناً خالية عما ذُكر، ولكن إذا سمع مدح الناس له فرح.

  ومنها وجه سادس: وهو أن يفعل الطاعات كاملة خالية عما ذُكر، ولكن يفعل ذلك استجلاباً للمنافع من الناس.

  ومن الرياء أن يُوهم أنه فعل فعلاً ولم يفعله قاصداً الحمد عليه، وقد توعد الله عليه في قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ}⁣[آل عمران: ١٨٨] إلخ، فلو أحب ذلك ولم يوهم أنه فعله قال الإمام عز الدين #: فالأقرب قبحه؛ لأن فيه محبة الكذب وما في⁣(⁣١) حكمه، ومن الرياء أيضاً أن يُري غيره أنه يأكل قليلاً ليُوصف بالقنوع، فلو تركه إيثاراً للغير ولئلا يُوصَف بكثرة النهم فلا حرج في ذلك.

  فهذه المذكورة أنواع الرياء يجب التحرز عنها، ومجاهدة⁣(⁣٢) النفس في دفعها، والتيقظ لها؛ لئلا يحبط العمل وهو لا يشعر، وترك الرياء هو من إخلاص العبادة الذي أمر الله به في قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}⁣[البينة: ٥].

  وضابط ذلك تسهيلاً لمعرفته أن نقول:

  العامل لا يخلو: إما أن يكون مريداً بعمله وجه الله مع كراهة أن يطلع عليه أحد، وهذا هو الذي بلغ أعلى درجات الإخلاص.


(١) في المخطوط: وما فيه.

(٢) في المخطوط: ومدافعة.