(1) السيرة النبوية وأهميتها
(١) السيرة النبوية وأهميتها
  اشتمل القرآن الكريم على سيرة نبينا محمد ÷ منذ بعثته إلى وفاته، وما لقي من العناء والنصب في تبليغ رسالته من المشركين والمنافقين، كل ذلك مذكور إما تفصيلًا وإما إجمالًا وإما إشارة، كما اشتمل القرآن أيضًا على قصص كثير من الأنبياء والمرسلين وما لاقوه في سبيل دعوتهم من الأذى والتعب، وقد قيل: إن قصص القرآن الكريم احتلت ما يقارب (٢٥ $) من القرآن الكريم، مما يدل على عظم شأنها في دين الإسلام وأهميتها الكبيرة، وسنذكر بعض أوجه أهميتها:
  ١ - يتبين من الاطلاع على سيرة النبي ÷ أنه كان الغاية من الكمال البشري، فما من صفة بشرية حميدة إلا وهي فيه في نهاية كمالها، والفائدة في ذلك أن النفس البشرية تميل بحبها إلى ذوي الصفات الحميدة، وتنفر عن أصحاب الصفات القبيحة، فإذا عرف المسلم أن نبيه ÷ على هذه الصفات مال به حبه إليه واشتدت رغبته إليه، وقاده ذلك إلى السمع والطاعة له فيما يأمر وينهى.
  ٢ - وإذا علم مع ذلك بالمعجزات الكثيرة الدالة على أنه رسول من الله تعالى وأنه لا يأمر بشيء من تلقاء نفسه، وإنما هو رسول مبلغ لما يوحى إليه فإن ذلك يزيد في توجهه إليه؛ لأن حق الله تعالى أعظم {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}[النجم].
  ٣ - إذا رأى المسلم ما كان فيه النبي ÷ والمسلمون من الفقر والجوع والحاجة وأن حياتهم كانت متاعب ومصاعب وخوفًا ... إلخ هان عليه ما هو فيه من البلاء والمصائب.
  ٤ - إذا رأى المسلم ما لقيه النبي ÷ وأهل بيته وأصحابه من العناء