(5) صلح الحديبية
(٥) صلح الحديبية
  ثم بعثت قريش مكرز بن حفص فبينما هو يكلم النبي ÷ إذ جاء سهيل بن عمرو آخر سفراء قريش، فتفاءل النبي ÷ بمجيئه وقال: «سهل لكم من أمركم».
  ثم جرى معه عقد الصلح، وكتب علي # الصلح، وكتب فيه: «﷽ ومحمد رسول الله»، فلم يرض سهيل بن عمرو كتابة ذلك؛ لأن مشركي قريش لا يعترفون باسم الرحمن لله تعالى ولا يعترفون بأن محمدًا ÷ رسول من الله تعالى، بل يكتب بدلها: باسمك اللهم ومحمد بن عبد الله، فأمر النبي ÷ عليًّا # أن يمحو ذلك، فاستعظم علي # ذلك فمحاها رسول الله ÷ بيده، ثم قال لعلي #: «أما إن لك مثلها ستأتيها وأنت مضطر(١)».
  وتم الصلح على ما يلي:
  ١ - أن يرجع النبي ÷ هذه السنة عن دخول مكة، على أن يدخلها معتمرًا في العام المقبل، وسميت عمرة القضاء، والأولى عمرة الحديبية.
  ٢ - أن على النبي ÷ أن يرد إلى قريش من أتاه منهم وإن كان مسلمًا.
  ٣ - ليس على قريش أن يردوا من جاءهم من المسلمين.
  ٤ - أن يأمن الطرفان فلا يمس أحد منهم الآخر بأذى، وإطفاء نار الحرب وترك القتل والقتال.
  ٥ - أن تكون فترة هذه الهدنة عشر سنوات يأمن فيها الفريقان حيث حلوا ونزلوا.
(١) رواه النسائي في سننه (٧: ٤٨٢) رقم (٨٥٢٣) واللفظ له، والبيهقي في دلائل النبوة (٤: ١٤٧)، ونصر بن مزاحم في حرب صفين (٥٠٩)، والذهبي في تاريخ الإسلام (٢: ٣٩١)، وابن أبي الحديد في شرح النهج (٢: ٢٣٢)، والسيوطي في الخصائص الكبرى (١: ٤٠٨).