منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(6) انتشار الإسلام بعد صلح الحديبية

صفحة 113 - الجزء 1

(٦) انتشار الإسلام بعد صلح الحديبية

  بعد صلح الحديبية مع قريش ألدّ أعداء النبوة والإسلام وأشدهم حربًا للنبي ÷ والمسلمين قفل رسول الله ÷ راجعًا إلى المدينة هو والمسلمون، ونزل عليه في رجوعه سورة الفتح: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ١ ...} الآيات، سمى الله تعالى صلح الحديبية فتحًا مبينًا لما ترتب عليه من الأمن واختلاط الناس مما تسبب في اتساع نشر الدعوة الإسلامية ودخول الناس في الإسلام، فإنه دخل الإسلام في تلك السنة أكثر مما دخل فيما قبلها من السنين⁣(⁣١)، فلما رجع رسول الله ÷ من الحديبية في ذي الحجة سنة ست أرسل الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، وكتب إليهم الكتب حتى إنه خرج ستة نفر في يومٍ واحد في محرم سنة سبع:

  فمنهم دحية بن خليفة الكلبي، بعثه رسول الله ÷ إلى قيصر ملك الروم يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتابًا، فروي أنه آمن ولكنه خاف على ملكه؛ لأنه وجد الروم نافرين عن الإسلام، وكتب إلى رسول الله ÷ كتابا وهدية، فلما قرأه رسول الله ÷ قال: «يبقى ملكهم ما بقي كتابي عندهم»، والله أعلم⁣(⁣٢).

  وبعث رسول الله ÷ عبد الله بن حذافة السهمي، وهو أحد الستة إلى كسرى ملك الفرس يدعوه إلى الإسلام، وكتب معه كتابًا، قال عبد الله: فدفعت كتاب رسول الله ÷ فَقُرئ عليه ثم أخذه فمزقه، فلما بلغ ذلك رسول الله ÷ قال: «اللهم مزق ملكه». وكتب كسرى إلى باذان عامله على اليمن


(١) ومما يدل على ذلك أن جيش المسلمين كانوا في غزوة الخندق وهم في المدينة ثلاثة آلاف وهي آخر سنة ٥ هـ، وعندما دعا من حول المدينة للخروج معه لعمرة الحديبية كانوا ألفًا وأربعمائة وهي آخر سنة ٦ هـ، وفي فتح مكة كان عدد الجيش عشرة آلاف، وهو بعد صلح الحديبية بحوالي سنة وعشرة أشهر، أي: في رمضان سنة ٨ هـ

(٢) ذكره في اللآلئ المضية.