منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(11) في الطريق إلى مكة

صفحة 127 - الجزء 1

(١١) في الطريق إلى مكة

  وعندما كان رسول الله ÷ سائرًا بجيوش المسلمين لفتح مكة لقي في الطريق ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وابن عمته عبد الله بن أمية بن المغيرة فأسلما.

  قال ابن هشام: ولقي أيضًا عمه العباس مهاجرًا بعياله، وقد كان قبل ذلك مقيمًا بمكة على سقاية الحجاج، ورسول الله ÷ راض عنه، فأيقن أنه هلاك قريش عندما رأى تلك الجيوش، فخرج على بغلة رسول الله ÷ لينذر أبا سفيان وقريشًا بالهلاك إن لم يسلموا، فرأى في طريقه أبا سفيان بن حرب سيد قريش فحذره بقطع رقبته إن لم يسلم، فحمله العباس على البغلة وأتى به النبي ÷ فقال النبي له: «أما آن لك يا أبا سفيان أن تعلم ألا إله إلا الله» فقال أبو سفيان: بلى، ثم قال له ÷: «أما آن لك أن تعلم أني رسول الله» فقال أبو سفيان: ما أحملك وأوصلك أما هذه فإن في النفس منها شيئًا، فقال له العباس: ويحك أسلم واشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله قبل أن تضرب عنقك، فشهد بذلك أبو سفيان وهو كاره.

  فقال العباس: يا رسول الله، إن أبا سفيان يحب الفخر، فاجعل له شيئًا، قال ÷: «نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن».

  وأراد رسول الله ÷ أن يري أبا سفيان قوة الإسلام، فأمر العباس أن يحبس أبا سفيان عند مضيق جبل حتى تمر به الجيوش، فمرت به تلك الجيوش وهو ينظر إليها، وكلما مرت به قبيلة قال: من هذه يا عباس، فيقول العباس: هذه قبيلة كذا، حتى مر به المهاجرون والأنصار وفيهم رسول الله ÷ فقال: من هؤلاء يا عباس؟ فقال: رسول الله ÷ والمهاجرون والأنصار، فقال: سبحان الله، ما لأحد بهؤلاء من طاقة، والله لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيمًا، فقال له العباس: