منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(14) بنو جذيمة

صفحة 134 - الجزء 1

(١٤) بنو جذيمة

  بعد فتح النبي ÷ مكة أرسل ÷ خالد بن الوليد في أكثر من ثلاثمائة رجل إلى بني جذيمة يدعوهم إلى الإسلام، فدعوهم إلى الإسلام فأسلموا، وأمرهم خالد بوضع السلاح فوضعوه، فجعل خالد يقتلهم ويأسرهم ودفع إلى كل رجل من أصحابه أسيرًا، ثم أمر خالد بعد ذلك أن يقتل كل رجل أسيره فقتلوهم، وأبى بعض أصحابه من قتلهم منهم ابن عمر، فلما قدموا على النبي ÷ أخبروه الخبر فاستاء وحزن ورفع يديه إلى السماء وقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد»⁣(⁣١) مرتين.

  ثم بعث النبي ÷ علي بن أبي طالب # على الفور ليعطي ديات القتلى ويعوض ما فات عليهم من أموالهم، ففعل علي ما أمره النبي ÷، وبقيت عند علي فضلة من المال فأعطاهم وقال لهم: (وهذا المال لكم عما لا تعلمونه ولا يعلمه رسول الله ÷)، فلما أخبر النبي ÷ بذلك استبشر وذهب عنه بعض الحزن.

  والسبب في فعل خالد بهم ما يقال: إنه كان بينه وبينهم دماء في الجاهلية، فلاحت له الفرصة في هذا البعث فانتقم منهم حتى قيل: إنه قتل منهم خمسمائة، وقيل: ثلاثمائة.


(١) البخاري في صحيحه (٥: ١٦٠) رقم (٤٣٣٩) والنسائي في سننه (٨: ٢٣٦) رقم (٥٤٠٥) وابن حبان في صحيحه (١١: ٥٣) رقم (٤٧٤٩) وأحمدفي مسنده (١٠: ٤٤٤) رقم (٦٣٨٢) والبيهقي في السنن الكبرى (٩: ١٩٤) رقم (١٨٢٦٥) وعبد الرزاق في مصنفه (٥: ٢٢١) رقم (٩٤٣٤) والواقدي في المغازي (٣: ٨٨١) وابن هشام في السيرة (٢: ٤٢٩) وابن سعد في الطبقات (٢: ١٤٧) وابن عبد البر في الاستيعاب (٢: ٤٢٨).