منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(15) غزوة حنين

صفحة 136 - الجزء 1

(١٥) غزوة حنين⁣(⁣١)

  شوال سنة ٨ هـ

  حشد أشراف هوازن وثقيف جموعهم يريدون الحرب لرسول الله ÷، ويريدون أن يبادروه بالحرب قبل أن يبادرهم، وكان مالك بن عوف كبيرهم صغير السن سيء المشورة والرأي، فأمرهم أن يسوقوا معهم نساءهم وأطفالهم وأموالهم حتى مواشيهم، يريد بذلك أن يتفانوا في الدفاع عنهم، وقد قيل: إن عددهم بلغ عشرين ألف رجل، وقيل: ثلاثين ألفًا.

  فلما علم النبي ÷ بخبرهم خرج بجيش قوامه اثنا عشر ألف رجل، وعندما رأى بعض أصحاب النبي ÷ كثرة الجيش أخذهم العجب فقال: والله لا نهزم اليوم من قلة، وكانت البداية غير متوقعة، فقد كمن عدة نفر من المشركين في جنب الوادي ثم باغتوا المسلمين على حين غفلة منهم فكشفوهم وفرقوهم، وشد عليهم مالك بن عوف ومن معه يضربون ظهورهم حتى لم يبق إلا رسول الله ÷ وعلي # والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضل وأربعة من أولاد عم رسول الله ÷، وقتل معهم أيمن بن عبيد الله بن مولاة رسول الله ÷ أم أيمن، فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى هؤلاء المؤمنين الذين ثبتوا، قال العباس في ذلك:

  نصرنا رسول الله في الحرب سبعة⁣(⁣٢) ... وقد فر من قد فر عنه وأقشعوا


(١) حنين: واد يقع بين مكة والطائف.

(٢) في أنوار اليقين (١: ١٨٦ نسخة إلكترونية) هم: علي بن أبي طالب، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضل بن العباس. والثامن أيمن بن عبيد الله.

وفي الاستيعاب لابن عبد البر: (٢: ٨١٣): «وقال ابن إسحاق: السبعة علي والعباس والفضل بن العباس وأبو سفيان بن الحارث وابنه جعفر وربيعة بن الحارث وأسامة بن زيد، والثامن أيمن بن عبيد». ومثل ذلك قال ابن قتيبة في المعارف: (١٦٣).