(19) حجة الوداع وغدير خم
(١٩) حجة الوداع وغدير خم
  سنة ١٠ هـ
  في السنة العاشرة من الهجرة خرج رسول الله ÷ وأخرج نساءه للحج، وخرج معه خلق كثير قيل: تسعون ألفًا، وقيل: مائة ألف وأربعة عشر ألفًا، وكان علي # في اليمن فخرج حاجًّا من هناك.
  وقد علَّم النبي ÷ الناس في هذا الحج مناسك حجهم، فكان يقول: «خذوا عني مناسككم»، فلما أكمل مناسك الحج قفل راجعًا إلى المدينة، فلما وصل على غدير ماء يسمى غدير خم وهو قريب من الجحفة(١) يوم الثامن عشر(٢) من ذي الحجة نزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَاتِهِ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة ٦٧]، فأُمر في هذه الآية(٣) بتبليغ
(١) الجحفة: ميقات أهل الشام، ويقع بالقرب من مدينة رابغ، ويبعد عن مكة مسافة ١٨٣ كم شمالًا.
(٢) وفي هذا اليوم يحتفل أهل البيت $ وأتباعهم بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # ويسمونه عيد الغدير.
(٣) ممن ذكر نزولها في غدير خم: الإمام زيد بن علي في تفسير الغريب: (١٢٩) والإمام القاسم بن إبراهيم في مجموع كتبه ورسائله: (٢: ١٨٠). والإمام الهادي في الأحكام: (١: ٢٩) والإمام الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين - مخطوط: (٢: ٣١٦) والإمام المرشد بالله في الخميسية: (١: ١٤٥) والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: (١: ١٩١) رقم (٢٤٨) و (١: ١٨٨) رقم (٢٤٥)، (٢٤٩)، (٢٥٠) و (١: ١٩٠) رقم (٢٤٧) و (١: ١٩٢) رقم (٢٤٩) و (١: ١٨٨) رقم (٢٤٤) و (١: ١٨٧) رقم (٢٤٣). والكوفي في المناقب: (١: ١٧١) رقم (١٠١) و (١: ١٧١) رقم (١٠١) و (٢: ٣٨٠) رقم (٨٥٤)، و (٢: ٣٨٢) رقم (٨٥٦). والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين: (١٠٣). والثعلبي في الكشف والبيان: (٤: ٩٢). والواحدي في أسباب النزول: (٢٠٤) رقم (٤٠٣). و الرازي في مفاتيح الغيب: (١٢: ٤٢). وابن عساكر في تاريخ دمشق: (٤٢: ٢٣٧). وقال السيوطي في الدر المنثور: (٣: ١١٧): «وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر، عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}، على رسول الله ÷ يوم غدير خُمٍّ في علي بن أبي طالب». ومثله ذكر الشوكاني في فتح القدير: (٢: ٦٩).