(20) مرض النبي ÷
(٢٠) مرض النبي ÷
  لما نزلت(١) سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ ..} إلخ قال رسول الله ÷: «نعيت إلي نفسي» وعرف اقتراب أجله، فلما مضى النصف من صفر جعل رسول الله ÷ يجد الوجع والثقل في جسده حتى اشتد به الوجع في أول شهر ربيع الأول، واجتمع إليه أهل بيته ونساؤه، فلما رأت فاطمة أباها قد ثقل دعت الحسن والحسين فجلسا معها إلى رسول الله ÷، وجعلت تبكي حتى اخضلت لحيته ووجهه بدموعها، فأفاق ÷ وقد كان أغمي عليه فقال لها: «يا بنية، لقد شققت على أبيك»، ثم نظر إلى الحسن والحسين @ فاستعبر بالبكاء وقال: «اللهم إني أستودعكهم وصالح المؤمنين، اللهم إن هؤلاء ذريتي أستودعكهم وصالح المؤمنين» ثم أعاد الثالثة ووضع رأسه فقالت فاطمة: وا كرباه لكربك يا أبتاه، فقال لها ÷: «لا كرب على أبيك بعد اليوم».
  ثم أمر أن يصب عليه سبع قرب من ماء سبع آبار ففعل به، فوجد خفة فخرج فصلى بالناس، ثم قام يريد المنبر وعلي والفضل بن العباس قد احتضناه حتى جلس على المنبر فخطبهم واستغفر للشهداء، ثم أوصى بالأنصار وقال: «إنهم لا يرتدون عن منهاجها، ولا آمن منكم يا معشر المهاجرين الارتداد»، ثم رفع صوته حتى سمع من في المسجد ووراءه وهو يقول: «يا أيها الناس، سعرت النار، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، إنكم والله لا تعقلون علي غدًا بشيء، ألا وإني قد تركت فيكم الثقلين فمن اعتصم بهما فقد نجا، ومن خالفهما هلك».
  فقال عمر بن الخطاب: وما الثقلان يا رسول الله؟
(١) المصابيح في السيرة. ويسمى هذا عند علماء أهل البيت $ خبر الوفاة، ومن أراد استيفاء البحث عن طرقه وأسانيده فعليه بكتاب لوامع الأنوار للمولى مجد الدين #.