منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

فصل [في الكلام في المسائل التي يجب على المكلف معرفتها واعتقادها في القرآن]

صفحة 17 - الجزء 1

  ونحو ذلك كثير.

  وإنما قلنا: بأن من كان كذلك فهو نبي صادق؛ لأن إظهار المعجز على أيدي الكَذَّابين قبيح، وهو تعالى لا يفعله.

  وإذا ثبت صِدْقُهُ وصَحَّت نبوتُه وجب تصديقه فيما أخبرنا به من الأنبياء والمرسلين قَبْلَه، ووجَبَ القضاءُ بصحة نبوتهم وتصديق رسالتهم، وهذا واضح.

فصل [في الكلام في المسائل التي يجب على المكلف معرفتها واعتقادها في القرآن]

  فإن قيل: فما اعتقادك في القرآن؟

  فقل: اعتقادي أنه كلام اللّه تعالى، وأنه كلام مَسْمُوع مُحْدَثٌ مخلوق.

  فإن قيل: فما دليلك على ذلك؟

  فقل: أما قولي: إنه كلامُ اللّه تعالى فلقوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٦]، والمعلوم أن الكلام الذي سمعه المشركون ليس بشيء غير هذا القرآن.

  ولأن المعلوم ضرورة أن النبي ÷ كان يَدِينُ ويخبرُ بذلك، وهو ÷ لا يدين إلا بالحق، ولا يخبر إلا بالصدق؛ لأن ظهور المعجز على يديه قد استأمن وقوع الخطأ فيما يدين به، وظهور الكذب فيما يخبر به.

  وأما قولي: إنه مسموعٌ فذلك معلوم بالحِسِّ، ولقوله تعالى: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١}⁣[الجن: ١]، والمعلوم ضرورة أن ذلك المسموع هذا القرآن.

  وأما قولي: إنه مُحْدَثٌ فلأنه فِعْلٌ من أفعاله تعالى، والفاعل متقدم على فعله بالضَّرورة، وما يتقدمه غيرُه فهو مُحْدَث.

  ولأن بعضه متقدم على بعض، وذلك يدل على أنه مُحْدَث.