فصل [في إمامة الحسنين]
  مولاي أولى بي من نفسي لا أَمَرَ لي معه، وأنا وليُّ المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أَمَرَ لهم معي، ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه».
  وإذا ثبت ذلك فإنه يفيد معنى الإمامة؛ لأنه لا نعني بقولنا: «فلان إمام» إلا أنه أولى بالتصرف في الأمَّة من أنفسهم، ولأن المولى يفهم من مالك التصرف، كما يقال: «هذا مولى العبد» أي: المالك للتصرف فيه، وهذا يفيد معنى الإمامة كما تقدم.
  ومما يدل على ذلك من السنة: (خبر المنزلة)، وهو معلوم كخبر الغدير، وهو قوله ÷ لعلي: «أنت مِنِّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي»، فاستثنى النبوة، فَدَلَّ ذلك على شموله لخصال الفضل كلها، ومن جملتها مِلْك التصرف على الأمة، وأنه أولى الخلق بالتصرف منهم، وذلك معنى الإمامة كما تقدم.
  وأما الإجماع، فإجماع العترة منعقد على ذلك.
فصل [في إمامة الحسنين]
  فإن قيل: لمن الإمامة بعد علي #؟
  فقل: هي للحسن ولده من بعده، ثم هي للحسين من بعد أخيه @.
  فإن قيل: فما الدليل على إمامتهما؟
  فقل: الخبر المعلوم، وهو قول النبي ÷: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما»، وهذا نَصٌّ جَلِيّ على إمامتهما.
  وفيه إشارة إلى إمامة أبيهما؛ لأنه لا يكون خيراً من الإمام أحد من الرعية، بل لا يكون خيراً منه إلا إمام شاركه في خصال الإمامة وزاد عليه فيها، فيكون حينئذ خيراً منه، وهذا واضح.