منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

فصل [الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

صفحة 23 - الجزء 1

  وأما سائر الخصال فلا بد من حصول العلم بكونه عليها، وإن كان غائباً، فيحصل العلم التواتري بذلك، وكذلك حكم العلم إذا كان غائباً فإن طريق العلم به الأخبار المتواترة للعلماء وغيرهم، وإن كان حاضراً فلا بد من حصول العلم بكونه جامعاً لها؛ لأنها من أصول الدين، فلا يأخذ بالأمارات المقتضية للظن بكونه جامعاً لها.

فصل [الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

  فإن قيل: فماذا تدين به في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

  فقل: أدين اللّه تعالى أنه يجب الأمر بالمعروف الواجب، والنهي عن كل منكر؛ لقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٠٤}⁣[آل عمران: ١٠٤].

  وإنما قلنا: إنه يجب الأمر بالمعروف الواجب؛ لإجماع المسلمين أنه لا يجب الأمر بالمعروف المندوب، فلم يبق إلا القضاء بالأمر بالمعروف الواجب مع الإمكان، وإلا بطلت فائدة الآية، ومعلوم خِلافُ ذلك.

  وقلنا: يجب النهي عن كل منكر؛ لإجماع المسلمين على ذلك، ولأن المنكرات كلها قبائحٌ؛ فيجب النهي عنها جميعاً مع الإمكان، كما يلزم الأمر بالمعروف الواجب مع الإمكان.

  ** * **