فصل [في أهل الكبائر]
[المعاد]
فصل [في الوعد والوعيد]
  فإن قيل: فماذا تدين به في الوعد والوعيد؟
  فقل: أدين اللّه بأنه لا بد من الثواب للمؤمنين، إذا ماتوا على الإيمان مستقيمين، ودخولهم جنات النعيم، {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ٤٨}[الحجر: ٤٨]، {وخَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}[النساء: ٥٧].
  وأدين اللّه بصحة ما وعد به من سِعَة الجنة، وطِيْب مساكنها، وسُرُرها الموضوعة، ومآكلها المُسْتَلَذَّة المُسْتَطَابَةِ، وفواكهِهَا الكثيرة التي ليست بمقطوعة ولا ممنوعة، وأنهارِها الجاريةِ التي ليست بمستقذرة ولا آسِنَةٍ، ولا متغيرةٍ ولا آجِنَةٍ، وملابسها الفاخرة، وزوجاتها الحِسَان الطاهرة، والبهية النَّاضِرة، ونحو ذلك مما بَيَّنه اللّه تعالى في كتابه المجيد، وهو حق {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ٤٢}[فصلت ٤٢].
  وأدين اللّه تعالى أنه لا بُدَّ من عقاب الكافرين في جهنم بالعذاب الأليم، وشراب الحميم، وشجرة الزَّقُّوم طعام الأثيم، وأنهم يُخَلَّدون فيها أبداً، ويلبسون ثياباً من نار، وسرابيل من القَطِرَان، {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}[النساء ٥٦]، وكل ذلك معلوم من ضرورة الدِّيْن.
فصل [في أهل الكبائر]
  فإن قيل: ماذا تدين به في أهل الكبائر سِوى أهل الكفر؟
  فقل: أسميهم: فُسَّاقاً، ومجرمين، وطغاة، وظالمين؛ لإجماع الأمة على تسميتهم بذلك، ولا أسميهم كفاراً على الإطلاق، ولا مؤمنين؛ لِفَقْدِ الدلالة على ذلك.