منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

[الدلالة على أن الله تعالى خالق العالم]

صفحة 6 - الجزء 1

[التوحيد]

[الدلالة على أن اللّه تعالى خالق العالم]

  أيها الطالب للرشاد، والهارب بنفسه عن هُوَّة الإلحاد، فإذا قيل لك: مَنْ رَبُّكَ؟

  فقل: ربي اللّه.

  فإن قيل لك: بِمَ عرفتَ ذلك؟

  فقل: لأنه خلقني، ومن خلق شيئاً فهو ربه.

  فإن قيل لك: بِمَ عَرَفْتَ أنه خلقك؟

  فقُلْ: لأني لم أكن شيئاً ثم صرتُ شيئاً، ولم أكن قادراً ثم صِرْتُ قادراً، ولم أكن عاقلاً ثم صرت عاقلاً، وشاهدت الأشياء تَحْدُث بعد أن لم تكن؛ فرأيت الوَلَدَ يخرج ولا يعلم شيئاً، ثم يصير رضيعاً، ثم طِفلاً، ثم غُلاماً، ثم بالغاً، ثم شاباً، ثم كهلاً، ثم شيخاً.

  ثم رأيت نحو ذلك من هُبُوب الرياح بعد أن لم تكن، وسكونها بعد هبوبها، وطلوع الكواكب بعد أُفُوْلِها، وأفولها بعد طلوعها، وظهور السحاب وزواله، وكذلك المطر والنَّبات والثمار المختلفات. وكل ذلك دلائل الحُدُوث.

  وإذا كانت مُحْدَثَةً فلا بد لها من مُحْدِث؛ لأنها قد اشتركت في الجِسْمِيَّة، ثم افترقت هيئاتها وصورها؛ فننظر سماءً، وأرضاً، وثماراً، وأشجاراً، وآباراً، وبحوراً، وأنهاراً، وإناثاً، وذكوراً، وأحياءً، وأمواتاً، وجمعاً، وأشتاتاً.

  فنعرف أنه لابد من مُخَالِفٍ خَالَفَ بينها، وأَحْدَثَ ما شاهدتَ حُدُوثَه منها، وأنه غَيْرٌ لها؛ لأنها لا تُحْدِثُ نفسَها؛ إذ الشيء لا يُحْدِثُ نفسه.

فصل [في أن اللّه تعالى قادر]

  فإن قيل: أربُّكَ قادرٌ، أم غيرُ قادرٍ؟

  فقُل: بل هو قادر؛ لأنه أوجد هذه الأفعال التي هي العَالمُ، والفعل لا يصح