منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

فصل [في أن الله تعالى عالم]

صفحة 7 - الجزء 1

  إلاَّ من قادر؛ أوجده تعالى لا بمماسَّة، ولا بآلة، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}⁣[يس: ٨٢].

فصل [في أن اللّه تعالى عالم]

  فإن قِيْلَ: أَرَبُّكَ عالمٌ، أم غيرُ عالمٍ؟

  فقل: بل هو عالم؛ وبرهان ذلك: ما نشاهده فيما خلقه من بدائع الحكمة، وغرائب الصَّنْعَة، فإن فيها من الإحكام والترتيب ما يعجز عن وصفه الفَطِنُ اللبيب، وكل ذلك لا يصح إلاَّ من عَالِم، كما أن الكتابة المحكمَة لا تصح إلا من عالم بها، وهو تعالى لا يختص بمعلوم دون معلوم؛ فيجب أن يعلم جميع المعلومات على كل الوجوه التي يصح أن تُعْلَم عليها.

  وهو سبحانه يعلم ما أجَنَّه الليلُ، وأضاءَ عليه النهارُ، ويعلم عَدَدَ قَطْرِ الأمطار، ومثاقيل البحار، ويعلم السِّر وهو ما بين اثنين، وما هو أخفى وهو ما لم يخرج من بين شفتين؛ {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ}⁣[المجادلة: ٧] بعلمه لا يلاصقهم، ولا يفارقهم، وهو غير شاخص عنهم.

فصل [في أن اللّه تعالى حي]

  فإن قيل: أربك حيٌّ، أم لا؟

  فقل: بل حَيٌّ؛ لأنه تعالى لو لم يكن حَيّاً لم يكن قادراً، ولا عالماً؛ لأن الْمَيِّت والجماد لا يفعلان فعلاً، ولا يُحْدِثَان صُنْعاً.

فصل [في أن اللّه تعالى قديم]

  فإن قيل: أربك قديم، أم غيرُ قديمٍ؟

  فقل: هو موجود لا أَوَّلَ لِوُجُودِه؛ لأنه لو كان لوجوده أوَّلٌ لكان مُحْدَثاً، ولو