[حقوق الإمام وحقوق الرعية عليه]
  يكن معصية(١)، وأن لا يدعوهما باسمهما، ولا بالكنية، بل يا أباه ويا أماه(٢)، وأن يُسرع في إجابتهما ويقول: لبيكما، ويدعو لهما بالصلاح والهدى إذا كانا حيين، وبالمغفرة(٣) إذا كانا ميتين.
  وهذا كله مع صلاحهما، فإن كانا كافرين أو فاسقين وجب أن لا يتولاهما ولا يعظمهما بالتعظيم البالغ الكلي، بل يصاحبهما في الدنيا معروفاً، وينبغي البراءة منهما كما تبرأ إبراهيم # من أبيه، إلا أنه لا يحسن سبهما ولعنهما، فهذه(٤) حقوق الوالدين على الولد.
  وأما حقوق الولد على الوالد فتهذيبه وتأديبه، وتعليمه، وإنكاحه، وانتخاب الخال الصالح مع الاسم الحسن، والتمرين له على حُسْن(٥) الأخلاق، والاتخاذ له مسكناً يكون فيه أقرب إلى طاعة الله ø، والدعاء له.
[حقوق الإمام وحقوق الرعية عليه]
  وأما الإمام فأعظم حقاً من الوالد والعالم؛ لأن الله تعالى أمر بطاعته كما أمر بطاعة رسول الله.
  وأما حقوق الرعية على الإمام فهو تسهيل الحجاب بحيث يصل إليه الضعفاء المظلومون(٦)، وتقريب أهل الفضل وتعظيمهم واستشارتهم، وأن يتعهد مصالح المسلمين كالمساجد، والمناهل، والطرقات، والأوقاف، والضعفاء من النساء والصبيان، والمرضى، وأهل الخمول، وأن لا يقعد عن القيام بما أمره
(١) في المطبوع: معصية لله تعالى.
(٢) في المطبوع: يا أبه ويا أمه.
(٣) في المطبوع: بالرحمة.
(٤) في المخطوط: فهذا.
(٥) في المخطوط: أحسن.
(٦) في المطبوع: والمظلومون.