منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

النوع السابع: الغل والحقد

صفحة 93 - الجزء 1

  الثانية: طلب تلك النعمة بعينها غير مريد زوالها عنه.

  والثالثة: طلب مثلها لا عينها، فإذا لم تصل إليه أحب زوالها.

  الرابعة: طلب مثلها فإن لم تصل إليه لم يحب زوالها.

  وهذا هو السؤال من فضل الله، ولم يكن محرماً فتأمله تنجو من الهلكات؛ لأن الحسد آفة وداء على من وقع عليه؛ إذ هو شعلة نار⁣(⁣١) تتوقد في قلب الحاسد، والقلوب عليه مجبولة، قال ÷: «ما خلى جسد من حسد، ولكن الكريم يخفيه، واللئيم يبديه»، فإن ثارت ناره المحرقة - والعياذ بالله - وجبت مدافعته إما بتذكر⁣(⁣٢) الأدلة الواردة في ذمه، أو بتذكر ما ورد عن الحكماء: «الحسود غضبان على من لا ذنْب له⁣(⁣٣)» ونحو ذلك.

النوع السابع: الغل والحقد

  هما بمعنى واحد، وذلك المعنى هو أن يلزم قلبك استثقال المحقود عليه وبغضه على جهة الاستمرار، وهو من نتائج الحسد، وهو متوسط بين الحسد والعداوة.

  فالحسد: كراهة المنفعة من دون إرادة نزول مضرة، أو فوت منفعة عنه.

  والغل: هو إرادة ذلك أي: نزول مضرة أو فوت منفعة.

  والعداوة: هي تلك الإرادة مع العزم على فعل الضرر بالعدو إن أمكن.

  والغل والحقد لا يصحبهما عزم على فعل وإن أمكن.


(١) في المخطوط: شعبة من نار.

(٢) في المخطوط: أو يتذكر.

(٣) ذكر مولانا الإمام / مجدالدين بن محمد المؤيدي # في هذا الموضع هذه الأبيات:

ألا قل لمن كان لي حاسداً ... أتدري على من أسأت الأدبْ

أسأت على الله في ملكه ... لأنك لم ترض لي ما وهبْ

فجازاك عني بأن زادني ... وسدّ عليك وجوه الطلبْ