[مبلغ عمره وموضع قبره]
  الشهود، فتعجبتُ من ذلك، فلما تفرق النَّاس دنوتُ منه فقلت: أيها الإمام رأيتك حَلَّفْتَ الشهود!
  فقال: هذا رأيي، أنا أرى تحليف الشهود احتياطاً عند بعض التهمة، ما تنكر من هذا؟ هو قول طاووس من التابعين، وقد قال اللّه تعالى: {فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا}[المائدة: ١٠٧].
  قال: فاستفدت في تلك الحال منه مذهبه، وقول من قال به من التابعين، والدلالة عليه، ولم أكن عرفتُ شيئاً منه قبل ذلك.
  وأنفذ إليّ يوماً من الأيام يقول: إن كان في مالك لله حق زكاة فأخرجه إلينا، فقلت: سمعاً وطاعةً، مَنْ لي بأن أخرج زكاتي إليه، وحَسَبْتُ حسابي فإذا عليّ من الزكاة عشرة دنانير، فأنفذتها إليه، فلما كان بعد يومين بعث إليَّ واستدعاني، فإذا هو يوم العطاء، وقد جلس لذلك والمال يُوزن ويُخرج إلى النَّاس، فقال لي: أحضرتك لتشهد إخراج زكاتك إلى المستحقين، فقمتُ وقلتُ: اللّه اللّه أيها الإمام كأني أرتاب بشيء من فعلك، فتبسّم وقال: ما ذهبتُ إلى حيث ظننتَ، ولكن أردتُ أن تشهد إخراج زكاتك.
  وقلتُ له يوماً من الأيام: رأيتك أيها الإمام أول ما رأيتك وأنت تطوف على المرضى في المسجد تعودهم وتمشي في السوق، فقال لي: هكذا كان آبائي، كانوا يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، وأنت إنما عهدتَ الجبابرة والظلمة.
  وسيرته # أكثر من أن يحتمل هذا الكتاب ذكرها.
  وقد صنّف علي بن محمد بن عبيد اللّه العلوي العباسي سيرته وجمع في كتابه أكثرها، إلاّ أنّا أوردنا هاهنا أشياء منها لم يوردها في ذلك الكتاب.
[مبلغ عمره وموضع قبره]
  وتوفي # في آخر سنة ثمان وتسعين ومائتين عشية الأحد لعشر بقين من ذي الحجة، وكان ظهوره سنة ثمانين، فكانت مدة ظهوره وخلافته ثمان عشرة سنة إلا