الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

صفته # ونبذ من أحواله قبل ظهوره

صفحة 104 - الجزء 1

  وانحسم طمعه عنها، وتخلّص المسلمون من قبيح ظلمه لهم، وحكمه في أهاليهم وأولادهم واسترقاقه لهم ببركة دعوته #.

  وقد كان قبل مفارقته له أحوج إلى مساعدته على ورود باب آمل لحرب الخراسانية، وقد كان جستان أظهر أن الأمر له، وسار تحت رايته فزعاً من الخراسانية وقَصْدِهم إياه، ولم يكن الناصر ¥ يثق بوفائه، ويعلم أنَّه إن ظفر عاد إلى عادته، فلم يتشدد في الحرب ولم يثبت ثبات مثله، فصارت الغلبة للخراسانية وانهزم الناصر وجستان، وعاد الناصر إلى موضعه، وكان يقيم تارة بهوسم فيراعي أمر الجيل وتارة بكيلاكجان فيراعي أمر الديلم.

  وأحوج جستان آخراً إلى أن بايعه، وحلف له بالأيمان المغلظة أنَّه لا يخالفه، وَوَفَى بذلك، وصار من أتباعه.

  وصنّفَ في مقامه هناك كتباً كثيرة، وكان يحث النَّاس على نصرة الهادي يحيى بن الحسين، ويقول: من يمكنه أن ينصره وقَرُبَ منه فنصرته واجبة عليه، ومن تمكن من نصرتي وقَرُبَ مني فلينصرني.

  وامتد مقامه هناك أربع عشرة سنة، واتصل بأحمد بن إسماعيل خبره في قُوَّته وظهوره واجتماع الجيل والديلم على طاعته، وأنه يريد قصد طبرستان، فوجه إلى آمل عساكر جَمَّة، وكتب إلى محمد بن علي المعروف بصعلوك بورود (آمل) من (الري) ومحاربته، فورد، وبلغ عدد الجماعة أكثر من ثلاثين ألفاً، وانضم إليهم من أهل (آمل) وحشوهم وطغامهم عدد كثير، وكانوا في كل يوم يركبون في المواكب على طريقة الغزاة ويستنفرون إلى حربه #، وكثير من قُصَّاصهم يفتونهم بذلك، وخرجوا بأجمعهم إلى (شالوس).

  وأقبل الناصر ¥ بعساكره من الجيل والديلم، ولم يكن لهم من آلات الحرب ما كان للخراسانية، والتقوا في موضع بين وارفوا وشالوس يعرف بـ (نورود) على ساحل البحر، ووقع القتال هناك، فأوقع ¥