[شيء من أخبار الإمام الداعي الحسن بن القاسم]
  فاتصل الخبر به، وهو بسارية، فانصرف بجيشه ودخل على الداعي في مضربه.
  وقال: ماذا صنعت بأبينا؟ - يعني الناصر، أهذا حقه عليك وعلى الجماعة؟
  فقال: إنَّه لم يُفْرِج عن المال، ولم يُطْعم العساكر ما لابد لهم منه من الخبز.
  فقال له: والأب إذا لم يُطْعم الخبز يُحبَس؟!
  ثم ركب وعدل برايته إلى جانبٍ وصاح: من كان متبعاً للحق مريداً له فليعدل إلى هذه الراية.
  وقد كان أصحاب الداعي قد ندموا على ما بدر منهم، إلا عدداً يسيراً هم خواصُّه، فعدل الجيش كلهم إليه إلا هذه الطبقة، ففزع الداعي حينئذ، فقال له: هات خاتمك.
  فأخرجه من يده وسلّمه إليه، فأنفذه للوقت مع جماعة من الثقات لإخراجه من القلعة وردّه، وهرب الداعي في الوقت مع نَفَرٍ من خواصّه إلى الديلم.
  حدثني أبي | بهذه الجملة، وحدثني بأنه شاهده # حين رُدَّ من القلعة يوم دخوله آمل، وقد استقبله أكثر أهل البلد صغيرهم وكبيرهم، وكان على بغلة، فكاد النَّاس يقلعون بغلته من الأرض لازدحامهم عليه وخدمتهم له.
  ورأيته وهو يدفع النَّاس عن نفسه بطرف مقرعته إذا تكابسوا عليه تمسحاً به وتقبيلاً لرجله حتى كادوا يزيلونه عن المركوب، يشير بها وينحِّيهم عنه.
  وحصل الداعي بالديلم.
  فلما حانت وفاته #، استُؤْمِرَ فيَ مَنْ يقيمونه مقامه إذا حدث به قضاء اللّه ø، وسأله بعضهم وهو: وهري بن شهريار، أن يعهد إلى بعض أولاده، فقال #: وددت أن يكون فيهم من يصلح لذلك، ولكن لا أستحل فيما بيني
= بعد الناصر #، وصحب الإمام الداعي محمد بن الحسن بن القاسم $ حتى توفّاه الله تعالى.