[عودة إلى أخبار الناصر #]
  وله من قصيدة أولها:
  لَهفان جمّ وساوس الفِكْرِ ... بين الغِيَاضِ فساحل البحرِ
  يدعو العبادَ لِرشدهم وكأن ... ضُربوا على الآذانِ بالوَقْرِ
  مترادف الأحزان ذو جزَع ... مُرٍ مذاقتهنّ كالصبر
  متنفس كالكير ألهبَه ... نفخ القُيُون وواقد الجَمْرِ
  أضحى العدوُّ عليه مجتهداً ... ووليُّه متخاذل النصر
  متَبَرِّم بحياته قَلِق ... قد ملّ صحبة أهلِ ذا الدهر
  وله أيضاً:
  شيخ شرى مهجته بالجنهْ ... واستنّ ما كان أبوه سنّهْ
  ولم يزل علم الكتاب فَنَّهْ ... يجاهد الكفار والأظنَّهْ
  بالمشرفيات وبالأسنّهْ
  وتوفي # بآمل في شهر شعبان سنة أربع وثلاثمائة، وله أربع وسبعون سنة، وقيل أكثر من ذلك، وليس بصحيح.
  وكان من آخر شعره، قصيدة أولها:
  أناف على السبعين ذَا الحول رابعُ ... ولا بُدَّ لي أني إلى اللّه راجعُ
  ويقول فيها:
  وصرتُ أبا جدٍ تقوّمني العصا ... أدُبُّ كأني كلما قُمْتُ راكعُ
  وكانت مدة ظهوره بآمل ثلاث سنين وأشهراً، ودُفن بها ومشهده معروف مزور.
  وورد الداعي ¥ آمل في شهر رمضان يوم الثلاثاء لأربع عشرة خلت منه، فبدأ بقبر الناصر # ومعه أولاده أبو الحسن وأبو القاسم وأبو الحسين، فألصق خدّه بالقبر وهو يبكي، فقام أبو الحسن ابن الناصر وانشد قصيدة في مرثيته، أولها: