[بيعة الإمام الداعي وشيء من أخباره]
  أيحسن بي أن لا أموت ولا أظنى ... وقد فقَدَتْ عيناي من حَسَنٍ حُسناً
  وقصيدة أخرى أولها:
  دمُ الجوف يجري في الحشا متَصَعِّداً ... فَيَنْهلُّ دمعاً صافياً مُتَبدّدا
[بيعة الإمام الداعي وشيء من أخباره]
  وبويع للداعي ¥ في ثانيه، وهو يوم الأربعاء من شهر رمضان، فأظهر من حُسْن السيرة في الأمور كلّها من بسط العدل والإحسان إلى الأشراف وأهل العلم على طبقاتهم وتسويغ خراجهم، والتشدد على أهل العَيْث والفساد ما يُضْرب به المثل إلى الآن بطبرستان، فيقال: عدل الداعي.
  وكانت له حروب مشهورة ووقائع معروفة مع ولدي الناصر للحق #، ومع مسوّدة الخراسانية، وخطب له بنيسابور ونواحيها ليلى بن النعمان مدة، وخطب أيضاً بالري ونواحيها أياماً، وبقي على أمره بعد الناصر للحق ¥ اثنتي عشرة سنة وأشهراً، واستشهد سنة ست عشرة وثلاثمائة في يوم الثلاثاء وقت العصر لثلاث بقين من شهر رمضان، وقد بلغ من عمره اثنتين وخمسين سنة، ¥ وألحقه بآبائه الطاهرين.
الإمام المرتضى محمد بن يحيى ¥
  هو: أبو القاسم محمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب #.
  أمه: فاطمة بنت الحسن بن القاسم بن إبراهيم.
  ولد في سنة ثمان وسبعين ومائتين، وكان فقيهاً عالماً بالأصول في التوحيد والعدل، وله كلام كثير في الفقه، نحو: (كتاب الإيضاح)، و (كتاب النوازل)، و (جواب مسائل المعقلي)، و (جواب مسائل مهدي)، وغير ذلك من الكتب.
  نشأ على طريقة سلفه في الزهد والورع.