الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

صفته ¥ ونبذ من سيرته قبل ظهوره

صفحة 117 - الجزء 1

  وتوفي ¥ سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وكانت مدة ظهوره نحو ثلاث عشرة سنة، ودُفن بصعدة حرسها اللّه إلى جنب أبيه وأخيه، وولاة الأمر بصعدة حرسها اللّه إلى يومنا هذا هم أولاده.

الإمام محمد بن الحسن الداعي #

  هو: أبو عبد اللّه محمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب #.

  أمه: خُرْخُر بنت فيروز الديلمي.

صفته ¥ ونُبَذٌ من سيرته قبل ظهوره

  نشأ ¥ من حين صباه على الزهد والورع والاشتغال بالعلم والرغبة فيه، ولم يتدنّس بشيء من المناكير التي يَتَسَمَّجُ بها كثير من الشباب.

  وحدثني أبو العباس الحسني | أنَّه ¥ في أول ما اشتغل بالعلم ابتدأ بالاختلاف إليه | وهو إذ ذاك شاب أيضاً، فكان يتلقن منه الفرائض والوصايا.

  ثم خرج إلى فارس فأكرمه عِمَادُ الدولة علي بن بويه، وعرف له مكانه من الأبوَّة والفضل في نفسه، فإن عماد الدولة كان أحد قوّاد الداعي.

  ثم انتقل إلى بغداد في أيام مُعِزّ الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه، فزاد في إعظامه وإكباره والرفع في محلّه، وكان هو وأخوه رُكْنُ الدولة من خواص الداعي رضي


= شرح الزلف ط ٣/ ص ١٩٦: قال عبدالله بن عمر الهمداني مؤلف سيرة الإمام وأحد فرسانه: لقد شَهِدتُ الحرب، فما رأيت يوماً كيوم نُغاش أكثر قتلى من أعداء الله القرامطة، ولقد حبستُ فرسي في موضع كثر فيه القتلى، فلقد سمعتُ خريراً للدماء كخرير الماء إذا هبط من صعود، فلما وقعت الهزيمة فيهم، أخذوا الجبل عموماً من كثرتهم فدخلت الوحوش بينهم فقتلت. وقال: وجدنا منهم موتى بسلاحهم ليس بهم جرح، وذلك لنصر الله لأهل بيت نبيه، انتهى. وانهدت بهذه الوقعة دعائم الملحدين، وأبادهم الله من أرض اليمن بعد أن حاولوا هدم الإسلام، ونقض عرى الدين، ودخل الإمام الناصر عدن أبين ومعه من جنود الله ثمانون ألفاً فيهم أربعون ألف قائس، وألف وخمسمائة فارس.