الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 18 - الجزء 1

  كالجوامع منه لو كنا أتممناه، وأودعناه ما تمسّ الحاجة إليه من معرفة: أسمائهم، وأنسابهم، وأسماء أمّهاتهم، ومدّة ولايتهم، ومبلغ أعمارهم، ومواضع قبورهم، وما يتصل بذلك، ونَحَوْنَا في ترتيبهم النّسَق الذي أورده الهادي إلى الحق أبو الحسين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم $ في أسمائهم إلى زمانه، في صدر كتاب (الأحكام)⁣(⁣١)، ثم ذكرناه ومن بعده منهم، مفتتحاً بأمير المؤمنين وسيد المسلمين علي بن أبي طالب #، ومختتماً بالمهدي لدين اللّه أبي عبداللّه محمد بن الحسن الداعي إلى الحق رضوان اللّه عليه.

  وأرجو أن يعين اللّه مِنْ بَعْدُ على تمام الكتاب المبسوط، فإن من ينظر فيه يطلع من سيرهم على روضة العلم الغزير، والدين الرصين، والفضل الشهير، والمقامات الشريفة الجامعة لسيرة رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله في اختيار الزهد في


(١) قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في الأحكام ١/ ٤٢ - ٤٣: مثل من قام من ذريتهما من الأئمة الطاهرين الصابرين لله المحتسبين، مثل زيد بن علي ¥ إمام المتقين، والقائم بحجة رب العالمين، ومثل يحيى ابنه المحتذي بفعله، ومثل محمد بن عبدالله، وإبراهيم أخيه المجتهديْن لله، المصمميْن في أمر الله، الذين لم تأخذهما في اللّه لومة لائم، الذين مضيا قدماً قدماً، صابرين محتسبيْن، وقد مُثّل بآبائهما وعمومتهما أقبح المثل، وقُتلوا أفحش القتل، فما ردعهما ذلك عن إقامة أمر خالقهما، والاجتهاد في رضا ربهما، فصلوات اللّه على أرواح تلك المشائخ وبركاته، فلقد صبروا لله واحتسبوا، وما وهنوا ولا جزعوا، بل كانوا كما قال اللّه وذكر عمن مضى من آبائهم حين يقول: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ١٤٦}⁣[آل عمران: ١٤٦]، ومثل الحسين بن علي الفخّي الشهيد المُحْرِم المجرّد لله سبحانه، المصمم الباذل نفسه لله في عصابة قليلة من المؤمنين، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويَضْرِبون ويُضْرَبُون، حتى لقوا اللّه على ذلك وقد رضي عنهم، وقبل فعلهم منهم، فرحمة اللّه وبركاته عليهم. ويحيى بن عبد اللّه بن الحسن القائم لله، المحتسب الصابر لله على الشدة والغضب، ومحمد بن إبراهيم بن إسماعيل القائم بحجة اللّه الجليل، الداعي إلى الحق، والناهي عن الفسق، المتفرّد لله، الصابر له في كل أمره، الحاكم في كل الأمور بحقه. ومثل القاسم بن إبراهيم الفاضل العالم الكريم، المجرّد لسيفه، المصمم الباذل لنفسه، المباين للظالمين، الداعي إلى الحق المبين، À أجمعين ورحمته وبركاته.