الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

بيعته ~

صفحة 22 - الجزء 1

بيعته ~

  بويع له # بالخلافة يوم الجمعة بعد العصر بالمدينة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله، لثماني عشرة خلت من ذي الحجة - على أثبت الروايات - سنة خمس وثلاثين من الهجرة، وهو اليوم الذي قُتِلَ فيه عثمان، وبويع له أيضاً من غده يوم السبت، وروي أن البيعة امتدت ثلاثة أيام، وأن ابتداء البيعة كان في حائطٍ لبني مازن، وقد كان خرج إلى هناك هارباً مما كان يُلْتمَس منه من البيعة، ثم جاؤا إلى المسجد فبايعوا هناك البيعة العامة⁣(⁣١).

  وأول من بايعه: طلحة، ثم الزبير، ثم من حضر من المهاجرين والأنصار والعرب والعجم، وقد كان يأخذ البيعة على النَّاس: عمار بن ياسر⁣(⁣٢)، وأبو الهيثم بن التَّيِّهان⁣(⁣٣).


(١) في هامش المخطوط: نكتة فيها سِرُّ عظيم، واتفاق يدل على عناية من العزيز العليم ليوم ثامن عشر في ذي الحجة، وأنه يختص بمزيد فضلٍ فخيم، وأنه من الأيام المعظمة كليلة القدر وغيرها من الأيام التي للطاعة فيها مزيد لطيفة ومضاعفة لثوابها فيها، حيث كانت بيعة الناس له في اليوم الذي عقد له فيه رسول الله بالخلافة، وهو يوم الغدير إذْ هو ثامن عشر ذي الحجة؛ فليتأمل الناظر، والله أسأل أن يحشرني على محبته وولاه، صلى الله على محمد وعلى آله. كتب الفقير إلى مولاه علي بن عبدالله وفقه الله لصالح الأعمال.

(٢) قال مولانا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # في لوامع الأنوار ج ٣/ ١٤٤: عمار بن ياسر، أبو اليقظان العنسي المذحجي، من السابقين الأولين المعذَّبين في الله أشد العذاب؛ شهد المشاهد كلها، وكان مخصوصاً منه بالبشارة والترحيب، وقال له: «مرحباً بالطيب المطيب»، وقال: «عمار جلدة بين عيني وأنفي» وقال: «تقتلك الفئة الباغية»، وقال: «ويح عمار يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار». استشهد مع أمير المؤمنين # بصفين، سنة سبع وثلاثين - رضوان الله وسلامه ورحمته عليه - وكان من خلّص أصحابه ومحبيه.

(٣) قال الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # في كتابه لوامع الأنوار ج ٣ ص ١٩٣: أبو الهيثم ابن التيهان، اسمه مالك، أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بدراً وما بعدها. استشهد مع علي # بصفين، سنة سبع وثلاثين على الصحيح؛ قاله أبو نعيم، وغيره.