الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

أولاده #

صفحة 43 - الجزء 1

  عليه ~، فأخرجوه ليلًا واحتفروا له حُفْرة دفنوه فيها وأَجْرَوْا الماء على الموضع، وكان قد رأى ذلك غلامٌ سِنْدِي لِقَصَّارٍ⁣(⁣١).

  فلما كان يوم السبت عُرِّف يوسف بن عمر، فأقام النداء بأن من دَلَّ عليه فله من المال كذا، فدل عليه الغلام السِّندي - لعنه اللّه - فاستخرجوه وحَزُّوا رأسه وبعثوا به إلى هشام بن عبدالملك⁣(⁣٢).

  وصُلِبَ جسده بـ (الكناسة⁣(⁣٣))، فبقي مصلوباً سنة وأشهراً، وقيل: أياماً، وقيل: سنتين، إلى أن ظهرت رايات بني العباس بخراسان، فكتب الوليد بن يزيد إلى يوسف بن عمر يأمره بأن ينزله عن خشبته ويحرقه، ففعل ذلك، وذَرَّه في الفرات.

  وكان له ~ حين استشهد ست وأربعون سنة.

  وأنشدني كافي الكفاة نفعه اللّه بصالح عمله من قصيدة له فيه ¥:

  لم يشفهم قتله حتى تعاوره ... قتلٌ وصَلْبٌ وإحراق وتمزيق⁣(⁣٤)


(١) القصّار: الخيّاط.

(٢) هشام بن عبدالملك بن مروان: هو الذي ذكره أمير المؤمنين #، قال الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # في التحف شرح الزلف ط ٣/ ٦٦: وخطب أمير المؤمنين على منبر الكوفة، فذكر أشياء وفتناً، حتى قال: (ثم يملك هشام تسع عشرة سنة، وتواريه أرض رصافة، رُصفت عليه النار، مالي ولهشام، جبّار عنيد، قاتل ولدي الطيب المطيب، لا تأخذه رأفة ولا رحمة، يصلب ولدي بكناسة الكوفة، (زيد) في الذروة الكبرى من الدرجات العلى، فإن يُقتل زيد، فعلى سنة أبيه، ثم الوليد فرعون خبيث، شقي غير سعيد، يا له من مخلوع قتيل، فاسقها وليد، وكافرها يزيد، وطاغوتها أزيرق) ... إلى آخر كلامه ~. رواه الإمام المنصور بالله وغيره من أئمة أهل البيت [الشافي/١/ ١٧٨، ١٨٨].

(٣) الكناسة: بالضم، والكنس: كسح ما على وجه الأرض من القمام، والكناسة ملقى ذلك، وهي محلّة بالكوفة.

(٤) قال صاحب الدامغة الحسن الداعي ¦: وقال الصاحب الكافي إسماعيل بن عباد ¥:

=