الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

بيعته # وأيام ظهوره

صفحة 50 - الجزء 1

  ووقفوا على غزارة علمه ودعائه إلى القول بالعدل؛ فبايعوه، ومن النَّاس من أنكر أن يكون عمرو بايعه، والصحيح هو الأول.

  وكان أبو جعفر⁣(⁣١) من جملة مبايعيه، وروي عن حسين بن زيد بن علي قال: شهد مع محمد بن عبد اللّه من ولد الحسين أربعة: أنا، وأخي عيسى، وموسى، وعبد اللّه ابنا جعفر بن محمد.

  وخرج معه: المنذر بن محمد بن عبد اللّه بن الزبير، وكان ابن أبي ذيب⁣(⁣٢) وابن عجلان⁣(⁣٣) بايعاه، وممن خرج معه: مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن مصعب⁣(⁣٤)، وأبو بكر بن أبي سبرة الفقيه⁣(⁣٥) الذي يروي عنه الواقدي.

  ورُوِيَ أن مالك بن أنس⁣(⁣٦) استفتي في الخروج مع محمد بن عبداللّه، وقيل له: إنَّ بأعناقنا بيعة لأبي جعفر، فقال: إنما بايعتم مُكْرهين، وليس على مكره يمين، فأسرع النَّاس إلى مبايعته.


(١) يعني بأبي جعفر: أبا الدوانيق المنصور العباسي. من هامش المخطوط.

(٢) ابن أبي ذيب، على لفظ السبع المعروف، محمد بن عبدالرحمن بن الحارث بن أبي ذيب هشام بن شعبة القرشي بن الحارث المدني، قال الواقدي: ولد سنة ثمانين، وتوفي سنة تسع وخمسين ومائة، خرج له الجماعة وأئمتنا الخمسة إلا الجرجاني، وخرج له الشريف السيلقي وأبو الغنائم النرسي.

(٣) محمد بن عجلان القرشي، أبو عبدالله المدني، الفقيه الصالح، حملت به أمه أكثر من ثلاث سنين، توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة، خرج له مسلم والأربعة وأئمتنا الخمسة، انتهى من الطبقات.

(٤) الظاهر أنه مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير الأسدي.

(٥) أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة المدني القاضي، عن الأعرج وعطاء ومحمد بن يونس، وعنه عبد الرزاق وأبو عاصم وحجاج وحسن بن عبدالله وجماعة، تكلم فيه بعضهم، وعداده في ثقات محدثي الشيعة، خرج مع النفس الزكية، وكان تحت يده صدقات فأمدّه بأربعة وعشرين ألفاً، احتج به ابن ماجة، انتهى من الجداول.

(٦) قال الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # في التحف شرح الزلف ط ٣/ص ٧٩: مالك بن أنس الأصبحي - المتوفى سنة مائة وتسع وسبعين - [كان] يُفتِي بالخروج مع الإمام محمد بن عبدالله وأخيه الإمام إبراهيم بن عبدالله، وقرأ على الإمام جعفر بن محمد الصادق $.