بيعته # ومدة ظهوره
  يغنم الأموال، ولم يتبع مدبراً، ولم يذفف(١) على جريح، لأنَّ القوم لم يكن لهم فئة، ولكن سِرْ فيهم بسيرته يوم صفين، فإنه ذفف على الجريح، وقسم الغنيمة؛ لأنَّ أهل الشام كان لهم فئة).
  فظفر أبو جعفر بكتابه فستره، وبعث إليه فأشخصه وسقاه شربة فمات منها، ودُفن ببغداد.
  وبعث أبو جعفر إلى البصرة: المعروف بأبي سيف مولى الجعفري ليتحسس له ويعَرِّفه أحوال إبراهيم #، فلما رجع إليه قال له أبو جعفر: كيف رأيت بشيراً الرَّحَّال(٢) ومطراً الورَّاق(٣)؟ فقال: رأيتهما يدخلان إلى إبراهيم وعليهما السلاح.
  فقال: ما كنتُ أرى أن الصوم أبقى منهما ما يُحْمَل به السلاح.
  وبايعه: هارون بن سعد(٤)، وكان فقيهاً معروفاً بالصلاح والدين، قد روى عن الشعبي(٥) ولقي إبراهيم النخعي(٦).
(١) قال في القاموس: ذف على الجريح ذفاً وذفافاً، ككتاب، وذففاً، محركةً: أجهز.
(٢) بشير الرحّال، عُرف بالرحّال لكثرة ترحاله إلى الحج، أحد علماء وفقهاء المعتزلة، وأحد المتصوفين والمتزهدين، وكان عالماً زاهداً يُضرب به المثل، استشهد في ذي القعدة سنة (١٤٥ هـ)، هذه رواية أبي نعيم، والصحيح أنه استشهد مع الإمام إبراهيم بن عبدالله، وهو استشهد في ذي الحجة كما في المصابيح والحدائق والطبقات والجداول وغيرها، انتهى من هامش التحف شرح الزلف ط ٣/ص ١٠٢.
(٣) مطر بن طهمان الوراق، أبو رجاء الخراساني، مولى أمير المؤمنين، روى عن أنس، وعكرمة، وشهر بن حوشب، والحسن، وقتادة، وعنه إبراهيم بن طهمان، والحسن بن واقد، وحماد بن زيد، وكان من أهل الزهد، والصدق، والعبادة، والجهاد.
(٤) العجلي، سبقت ترجمته.
(٥) عامر بن شراحيل الحميري الشعبي أبو عمرو الكوفي، إمام العلم، ولد لست سنين مضت من إمارة عمر، قال الشعبي: أدركت خمسمائة من أصحاب النبي ÷ أو أكثر، وثقه ابن معين وأبو زرعة، وعداده في ثقات محدثي الشيعة، وقد غلط من قال: إنَّه لم يسمع من الوصي، توفي سنة أربع وخمسين ومائة، احتج به الجماعة، انتهى من الجداول.
(٦) إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبو عمران الكوفي، فقيه أهل الكوفة، يروي عن خاله =