وخطب إبراهيم بن عبد اللّه # النَّاس، ونعى على أبي جعفر أفعاله، وقتلَه آل رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله، وظُلْمَ النَّاس، وأخذه الأموال ووضعها في غير مواضعها، فأبلغ في القول حتى أبكى النَّاس، ورَقَّت لكلامه قلوبهم، فاتَّبَعه: عبّاد بن العوّام⁣^(⁣١)، ويزيد بن هارون⁣^(⁣٢)، وهشيم بن بشير⁣^(⁣٣)، وشعبة بن الحجاج⁣^(⁣٤)، وبايعوه.

  وقال أبو إسحاق الفزاري: جئت إلى أبي حنيفة فقلت له: ما اتقيتَ اللّه حيث أفتيتَ أخي في الخروج مع إبراهيم بن عبد اللّه بن حسن حتى قُتِل!

  فقال لي: قَتْلُ أخيك حيث قُتِل يعادل قَتْلَه لو قُتل يوم بدر، وشهادته مع إبراهيم خير له من الحياة!

= الأسود بن يزيد، والربيع بن خثيم، ومسروق بن الأجدع، وعنه الأعمش، ومنصور بن المعتمر، وغيرهم.

(١) عبّاد بن العوام بن عمر بن عبد الله أبو سهل الكلابي الواسطي، عن حجاج وعمر بن عامر وجماعة، وعنه محمد بن جميل ومصبح بن الهلقام وعباد بن يعقوب، وثقه أبو حاتم ويحيى وأبو داود وابن سعد، قال في التذكرة متفق على الاحتجاج به، عداده في ثقات محدثي الشيعة، خرج مع [الإمام] إبراهيم بن عبد الله #، وكان رئيساً على جماعة، احتج به الجماعة، انتهى من الجداول.

(٢) يزيد بن هارون السلمي أبو خالد الواسطي، عن همّام وحماد بن سلمة وشعبة وخلق، وعنه أحمد وابن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن شجاع وخلق، وثّقه العجلي وأبو حاتم، توفي سنة ست ومائتين، احتج به الجماعة، انتهى من الجداول.

(٣) هشيم بن بشير السلمي أبو معاوية الواسطي، نزيل بغداد، الحافظ، عن الزهري وعمرو بن دينار ومغيرة بن مقسم وأبي الزبير وأيوب السختياني والأعمش وخلق كثير، وعنه شعبة والثوري وأحمد وأبو بكر بن أبي شيبة وخلق. إلى قوله: قلت: الرجل رجل ثقة، خرج مع النفس الرضية، واستشهد في المعركة، توفي في شعبان سنة ثلاث وثمانين ومائة، احتج به الجماعة، انتهى من الجداول.

(٤) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي مولاهم أبو بسطام الواسطي، عن أبي إسحاق والحكم بن عتيبة وقتادة والأعمش وأمم، وعنه الثوري والحجاج ووكيع وحسين الأشقر وخلق كثير، وثقه العجلي وابن سعد، وقال ابن معين: إمام المتقين، وقال الحاكم: إمام الأئمة، وقال الثوري: أمير المؤمنين في الحديث، عداده في ثقات محدثي الشيعة، قال شعبة: وقد سُئل عن الخروج مع النفس الرضية: أتسألني عن الخروج مع ابن رسول الله، والله لهي بدر الصغرى، توفي سنة ستين ومائة، انتهى من الجداول.