بيعته ومدة ظهوره ونبذ من سيرته وذكر وفاته وموضع قبره
  عمّ يحيى بن عمر الخارج بالكوفة، ويحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه صاحب (كتاب الأنساب) وله إليه مسائل، ومنهم: عبد اللّه بن يحيى القومسي العلوي الذي أكثر الناصر للحق الحسن بن علي ¥ الرواية عنه، ومنهم: محمد بن موسى الحواري العابد قد روى عنه فقهاً كثيراً، وعلي بن جهشيار، وأبوعبد اللّه أحمد بن محمد بن الحسن بن سلاَّم(١) الكوفي صاحب فقه كثير ورواية غزيرة.
  وأما زهده # فمما اتفق عليه الموافق والمخالف، ومن أحبَّ أن يعرف طريقته فيه فلينظر في كتابه في (سياسة النفس)، وكان الناصر ¥ إذا ذكره يقول: زاهد خَشِن.
  ومن فحول أشعاره ما أنشدنيه أبو العباس الحسني |، قال: أنشدني عبد اللّه بن أحمد بن سلاَّم، قال: أنشدني القاسم بن إبراهيم # لنفسه:
  ونَى الْتَّهجير والدُّلَجُ ... وأَقْصَر في المُنَى لَحِجُ(٢)
  وطافَ بِحَالِكي وَضَحٌ ... عليه من البِلى نَهَجُ(٣)
  فقلت لنفسِ مكتئبٍ ... عَلاَهُ من الردى ثَبَجُ(٤)
(١) قال الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # في لوامع الأنوار ج ١ ص ٣٦٥: أحمد بن محمد، قلتُ: هو ابن سلام من أعيان جماعة الإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم $، مما سمع عليه كتاب سياسة النفس.
(٢) قال في القاموس: والهَجِيرُ والهَجِيرَةُ والهَجْرُ والهاجِرَةُ: نصفُ النهارِ عندَ زوالِ الشمسِ مع الظُّهْرِ، أو من عندِ زوالِها إلى العَصْرِ، لأنَّ الناسَ يَسْتَكِنُّونَ في بُيُوتِهِمْ، كأَنَّهُم قد تَهاجَرُوا، وشدَّةُ الحَرِّ. وهَجَّرْنا تَهْجيراً وأهْجَرْنا وتَهَجَّرْنا: سِرْنا في الهاجِرَة. الدَّلَجُ، محركةً، والدُّلْجَةُ، بالضم والفتح: السَّيْرُ من أوَّل الليلِ. ولحج: ومَكانٌ لَحِجٌ، ككَتِفٍ: ضَيِّقٌ. والمَلاحِجُ: المضايِقُ.
(٣) قال في القاموس: الحُلْكَةُ، بالضم، والحَلَكُ، مُحرَّكةً: شِدَّة السَّوادِ، حَلِكَ، كفَرِحَ، فهو حالِكٌ. ونَهَجَ الثَّوْبُ، مُثَلَّثَةَ الهاءِ: بَلِيَ، كأَنْهَجَ.
(٤) قال في القاموس: الثَّبَجُ، مُحَرَّكَةً: ما بين الكاهِلِ إلى الظَّهْرِ، ووسَطُ الشَّيْءِ، ومُعْظَمُهُ.