الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

بيعته ومدة ظهوره ونبذ من سيرته وذكر وفاته وموضع قبره

صفحة 77 - الجزء 1

  عمّ يحيى بن عمر الخارج بالكوفة، ويحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه صاحب (كتاب الأنساب) وله إليه مسائل، ومنهم: عبد اللّه بن يحيى القومسي العلوي الذي أكثر الناصر للحق الحسن بن علي ¥ الرواية عنه، ومنهم: محمد بن موسى الحواري العابد قد روى عنه فقهاً كثيراً، وعلي بن جهشيار، وأبوعبد اللّه أحمد بن محمد بن الحسن بن سلاَّم⁣(⁣١) الكوفي صاحب فقه كثير ورواية غزيرة.

  وأما زهده # فمما اتفق عليه الموافق والمخالف، ومن أحبَّ أن يعرف طريقته فيه فلينظر في كتابه في (سياسة النفس)، وكان الناصر ¥ إذا ذكره يقول: زاهد خَشِن.

  ومن فحول أشعاره ما أنشدنيه أبو العباس الحسني |، قال: أنشدني عبد اللّه بن أحمد بن سلاَّم، قال: أنشدني القاسم بن إبراهيم # لنفسه:

  ونَى الْتَّهجير والدُّلَجُ ... وأَقْصَر في المُنَى لَحِجُ⁣(⁣٢)

  وطافَ بِحَالِكي وَضَحٌ ... عليه من البِلى نَهَجُ⁣(⁣٣)

  فقلت لنفسِ مكتئبٍ ... عَلاَهُ من الردى ثَبَجُ⁣(⁣٤)


(١) قال الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # في لوامع الأنوار ج ١ ص ٣٦٥: أحمد بن محمد، قلتُ: هو ابن سلام من أعيان جماعة الإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم $، مما سمع عليه كتاب سياسة النفس.

(٢) قال في القاموس: والهَجِيرُ والهَجِيرَةُ والهَجْرُ والهاجِرَةُ: نصفُ النهارِ عندَ زوالِ الشمسِ مع الظُّهْرِ، أو من عندِ زوالِها إلى العَصْرِ، لأنَّ الناسَ يَسْتَكِنُّونَ في بُيُوتِهِمْ، كأَنَّهُم قد تَهاجَرُوا، وشدَّةُ الحَرِّ. وهَجَّرْنا تَهْجيراً وأهْجَرْنا وتَهَجَّرْنا: سِرْنا في الهاجِرَة. الدَّلَجُ، محركةً، والدُّلْجَةُ، بالضم والفتح: السَّيْرُ من أوَّل الليلِ. ولحج: ومَكانٌ لَحِجٌ، ككَتِفٍ: ضَيِّقٌ. والمَلاحِجُ: المضايِقُ.

(٣) قال في القاموس: الحُلْكَةُ، بالضم، والحَلَكُ، مُحرَّكةً: شِدَّة السَّوادِ، حَلِكَ، كفَرِحَ، فهو حالِكٌ. ونَهَجَ الثَّوْبُ، مُثَلَّثَةَ الهاءِ: بَلِيَ، كأَنْهَجَ.

(٤) قال في القاموس: الثَّبَجُ، مُحَرَّكَةً: ما بين الكاهِلِ إلى الظَّهْرِ، ووسَطُ الشَّيْءِ، ومُعْظَمُهُ.