الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

بيعته ومدة ظهوره ونبذ من سيرته وذكر وفاته وموضع قبره

صفحة 79 - الجزء 1

  وأنشدني |، قال أنشدني عبد اللّه بن أحمد بن سلام |، قال: أنشدني أبي، قال: أنشدني القاسم بن إبراهيم # لنفسه، في مرثية أخيه محمد بن إبراهيم @:

  صَرَمَ الكرى وصلَ الجفونِ ... وشجاك فقدانُ الخدينِ⁣(⁣١)

  مما يَهِيجُ لك الأسى ... خلجاتُ صرفِ نوى شَطُون⁣(⁣٢)

  بَعَثَت سواكبَ عَبْرةٍ ... غَرِقَتْ لها مُقَلُ العيونِ

  وأخٍ يجير على الحَوَا ... دِثِ أعْتَرِيْه ويعتريني⁣(⁣٣)

  خَتَر الزمانُ بعهده ... وسَطَت عليه يدُ المنون

  فنعى إليَّ مصابه ... نفسي وغيَّض⁣(⁣٤) من شُؤُوني

  عُلَقَ المنون تصرَّمي ... آنت مفارقة المنون⁣(⁣٥)

  عِفْتُ المنى وطويت عن ... علق المنُىَ كشحاً فبيني⁣(⁣٦)


(١) صرم: صرم يصرم صرماً؛ ويضم: قطعه بائناً، والكرى: النوم، وشجاه: الشجو: الهم والحزن، والخدن (بالكسر)؛ وكأمير: الصاحب والصديق، ومن يحادثك في كل أمر ظاهر وباطن، انتهى من هامش الشافي ج ١/ ٢٧٠، من مولانا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.

(٢) هاج الشيء: ثار، وبابه باع، والأسى بفتح الهمزة: الحزن، والخلج: الجذب والاقتطاع، وصرف الدهر: حدثانه ونوائبه، والنوى: البعد، والتحول من مكان إلى آخر، وجمع نواة التمر، والشطون: البعيد، فكأنه قال: جذبات حوادث بعد بعيد، مبالغة، انتهى من مولانا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #، نقلاً من هامش الشافي ج ١/ ٢٧٠/ط ١.

(٣) قوله: يجير: أي يمنعني على الحوادث، وفي نسخة الحدائق الوردية: يعين ... إلخ، انتهى من مولانا الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #، نقلاً من هامش الشافي ج ١/ ٢٧٠/ ط ١.

(٤) من غاض الماء يغيض غيضاًن أي: نقص، انتهى من مولانا الإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي #.

(٥) قوله: المنون: المراد بالأول: المنية، والآخر: كثير المنّ، أي: لزمت المنية تصرمي فحانت لي مفارقة المنان، انتهى من مولانا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #، نقلاً من هامش الشافي ج ١/ ٢٧٠/ط ١.

(٦) عفت: أي كرهت المنى، جمع منية، وطوى كشحاً: أعرض ومال عن جميع الأماني. انتهى من مولانا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.