الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

مبايعته # ونبذ من سيرته واستتاره ومبلغ عمره وموضع قبره

صفحة 81 - الجزء 1

  عنوانه: يدفع إن شاء اللّه إلى أبي محمد عبداللّه بن الحسن حفظه اللّه من أبي الحسن.

  قال: عبد اللّه بن الحسن وبهذا يكنيني على كنيته.

  قال: ورأيتُ خطه داخل الكتاب وهو خط وسط حَسَن بَيِّن.

مبايعته # ونُبَذٌ من سيرته واستتاره ومبلغ عمره وموضع قبره

  استشهد أخوه محمد بن إبراهيم وهو بمصر، فلما عَرَفَ ذلك دعا لنفسه، وبَثَّ الدعاة وهو على حال الاستتار، فأجابه عَالَم من النَّاس من بلدان مختلفة، وجاءته بيعة أهل مكة، والمدينة، والكوفة، وأهل الري، وقزوين، وطبرستان، والديلم، وكاتبه أهل العدل من البصرة، والأهواز، وحثّوه على الظهور وإظهار الدعوة، فأقام # بمصر نحو عشر سنين.

  واشتدّ الطلب له هناك من عبد اللّه بن طاهر، فلم يمكنه المقام، فعاد إلى بلاد الحجاز وتهامة، وخرج جماعة من دعاته من بني عمه وغيرهم إلى بلخ، والطالقان، والجوزجان، ومَرْورُوذ فبايعه كثير من أهلها، وسألوه أن ينفذ إليهم بولده ليظهروا الدعوة.

  فانتشر خبره قبل التمكن من ذلك، فتوجهت الجيوش في طلبه نحو اليمن، فاستنام إلى حيّ من البدو واستخفى فيه.

  وأراد الخروج بالمدينة في وقت من الأوقات، فأشار عليه أصحابه بأن لا يفعل ذلك، وقالوا: المدينة والحجاز تسرع إليهما العساكر ولا يتمكن فيها من الميرة⁣(⁣١).

  ولم يزل على هذه الطريقة مثابراً على الدعوة صابراً على التغرب والتردد في النواحي والبلدان، متحملاً للشدة، مجتهداً في إظهار دين اللّه.

  ولما اجتمع أمره وقَرُبَ خروجه بعد وفاة المأمون وتولي محمد بن هارون الملقب بالمعتصم⁣(⁣٢)، شدد محمد هذا في طلبه وأنفذ الملقب: ببغا الكبير وأشناش في عساكر


(١) من الحدائق، وفي نخ: السير.

(٢) أبو إسحاق محمد بن الرشيد هارون بن محمد المهدي بن المنصور العباسي، ولد سنة ثمانين ومائة، وأمه أم ولد، بُويع بعهد من المأمون، ومات يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول =