مبايعته # ونبذ من سيرته واستتاره ومبلغ عمره وموضع قبره
  كثيرة كثيفة في تتبع أثره، وأُحْوِجَ إلى الانفراد عن أصحابه، وانتقض أمر ظهوره.
  وكان قد ورد الكوفة في بعض الأوقات، واجتمع معه هناك في دار محمد بن منصور: أحمد بن عيسى بن زيد(١) فقيه آل رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وعابدهم، وعبداللّه بن موسى بن عبداللّه بن الحسن بن الحسن(٢) الفاضل الزاهد، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد(٣)، وكانت فضيلة السبق إلى منابذة الظالمين
= سنة سبع وعشرين ومائتين، ودفن بـ (سر من رأى)، أنظر سير أعلام النبلاء ١٠/ ٢٩٠.
(١) قال الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # في التحف شرح الزلف ط ٣/ص ١٣٩: الإمام أبو عبدالله أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين السبط $، فقيه آل محمد، وله الأمالي المعروفة بعلوم آل محمد، سماها الإمام المنصور بالله # بدائع الأنوار، أولاده: محمد، وعلي، توفي وقد جاوز الثمانين، سنةَ سبع وأربعين ومائتين، وقد كان حبسه الرشيد، ثم تخلّص من حبسه، وبقي في البصرة إلى أن تُوفي.
(٢) قال الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # في التحف شرح الزلف ط ٣/ص ١٥٤: الإمام عبدالله بن الإمام موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن السبط $، كان وحيد عصره، ونسيج دهره، وهو أحد الأعيان من أهل البيت # الذين اجتمعوا في دار محمد بن منصور المرادي، وبايعوا الإمام القاسم بن إبراهيم #، وقد كان أراد المأمون بعد موت الإمام علي بن موسى الرضا أن يواصله، وألّف رسالة طويلة إليه، وأجاب عليه الإمام عبدالله بن موسى بجواب، منه: فبأي شيء تعتذر فيما فعلته بأبي الحسن ~ - يعني الإمام علي بن موسى الرضا - أبالعنب الذي أطعتمه حتى قتلته به، إلى أن قال: فعلمتُ أن كتاب الله أجمع كل شيء، فقرأته فإذا فيه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}[التوبة: ١٢٣]، فلم أدرِ مَنْ يلينا منهم، فأعدتُ النظر فوجدته يقول: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}[المجادلة: ٢٢]، فعلمتُ أن عليَّ أن أبدأ من قرب مني، فتدبرت فإذا أنت أضرّ على الإسلام والمسلمين من كل عدوّ لي، حتى قال: وأنت دخلتَ فيه ظاهراً، وطفقتَ تنقض عراه عروة عروة، فأنت أشد على الإسلام ضرراً.
(٣) الحسن بن يحيى بن الحسين بن الإمام زيد بن علي #، كان سيداً كبيراً وإماماً عظيماً مجتهداً متكلماً في الفقه، عرض عليه القاسم بن إبراهيم البيعة والقيام بأمر الأمة فأبا أن يتقدمه، وكان له فضيلة السبق إلى منابذة الظالمين والامتناع من مداخلتهم، روى عن القاسم، وعن أبيه ونصر بن=