الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

مبايعته # ونبذ من سيرته واستتاره ومبلغ عمره وموضع قبره

صفحة 83 - الجزء 1

  والامتناع من بيعتهم وترك متابعتهم والانقياد لهم انتهت إلى هؤلاء من جملة أعيان العترة، فاختاروا القاسم # للإمامة وقدّموه على أنفسهم، وقالوا له: أنت أحقنا بهذا الأمر لفضل علمك، وبايعوه، وذلك في سنة عشرين ومائتين⁣(⁣١).


= مزاحم وإبراهيم بن محمد بن ميمون وضرار بن صرد، وعنه الناصر للحق ويحيى بن الحسن العقيقي وأبو مصعب، وكان في الشهرة بالكوفة في الزيدية كأبي حنيفة، لعل وفاته | بعد الستين والمائتين، انتهى من الجداول.

(١) قال الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # في لوامع الانوار ج ١ ص ٦: قال - أي محمد بن منصور المرادي: كنت في منزلي بالكوفة، سنة عشرين ومائتين. قلت: وأخبر محمد بن منصور، بهذا، سنة تسعين ومائتين؛ فيكون بين الاجتماع وإخباره سبعون سنة؛ وفي المحاورة حال الاجتماع، أنه كان شيخاً كبيراً، فقد بارك الله تعالى في عمره؛ ليبلّغ الخلف عن السلف، من آل محمد $. (رجع) كئيباً حزيناً؛ لما فيه آل محمد ÷ وما فيه شيعتهم؛ حتى استأذن عليَّ أبو عبدالله، أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي $ فاستقبلته، وأدخلته منزلي، ورحبت به، وسرتني سلامته من البصرة، ثم ما شعرت بشيء، وأنا في الحديث معه، والتوجع لما فيه أمة محمد ÷ حتى استأذن علي أبو محمد، القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل الرسي #، فاستقبلته، وأدخلته، ورحّبت به، وسُررت بسلامته من الحجاز، وجعلنا نتحدث، ونذكر ما فيه الناس من الظلم والتعدي، وما تغلب عليه الجبارون؛ حتى استأذن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن $ فغدوت فاستقبلته، وأدخلته الدار، وهنّأت له بسلامته، وقدومه سالماً من الشام؛ لأنه كان بجبل لكام؛ وأقبل عليه أحمد بن عيسى، والقاسم بن إبراهيم يسألانه عن حاله وأمره. قال: ورآهم أبو محمد، الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد $ فجاءنا ودقّ الباب، فقمتُ ففتحتُ له، فسلّم على القوم ودعا لهم بالسلامة؛ وقال: الحمد لله، الذي جمعنا وإياكم، في دار ولي من أوليائنا. قال محمد بن منصور: وهؤلاء الذين كانوا يشار إليهم، ويفزع السلطان منهم، وقد امتنعوا من الحضور عندهم، وفي مجالسهم، وأخذ عطاياهم. إلى قوله: قال: ثم إن أحمد بن عيسى أقبل على القوم، فقال: إن أبا محمد لنا رضى، وقد رضيتُ به. قال عبدالله بن موسى والحسن بن يحيى: صدقت أيها الشيخ. قال محمد بن منصور: وخفت أن يفوتنا وقت صلاة العصر، ولم يبرموا، حتى انتبز أحمدُ بن عيسى القاسمَ بن إبراهيم، وأخذ يده، وقال: قد بايعتك على كتاب الله تعالى وسنة نبيه ÷ وأنت الرضى. فجعل القاسم يقول: اللهم غَفراً، اللهم غَفراً، ثم بايعه عبدالله بن موسى، والحسن بن يحيى، ورضوا به، وقالوا لي: بايع، فقمت وبايعتُ القاسم بن =