الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

مبايعته # ونبذ من سيرته واستتاره ومبلغ عمره وموضع قبره

صفحة 84 - الجزء 1

  حدثني أبو العباس | قال: سمعت أبا زيد عيسى بن محمد العلوي | يقول:

  قلت لمحمد بن منصور: النَّاس يقولون: إنك لم تستكثر من القاسم #.

  قال: بلى، صَحِبْتُه فيما كنتُ أقع إليه خمساً وعشرين سنة.

  فقلنا له: إنك لست تكثر الرواية عنه.

  قال: كأنكم تظنون أنّا كلما أردنا كلّمناه، مَنْ كان يجسر على ذلك منا!؟ ولقد كان له في نفسه شغل، كنتُ إذا لقيته لقيته كأنما أُلْبِسَ حُزْناً.

  وحدثني عن جده الحسن بن إبراهيم، عن أبي عبد اللّه الفارسي - وكان خادم القاسم # وملازمه في السَّفر والحضر، قال: دخلنا معه # حين اشتدّ به الطلب - أظنه قال: أوائل بلاد مصر - فانتهى إلى خان⁣(⁣١)، فاكترى خمس حجر متلاصقات، فقلت له: يا بن رسول اللّه نحن في عَوَزٍ من النفقة وتكفينا حجرة من هذه الحجر، ففرّغ حجرتين عن اليمين وحجرتين عن اليسار، ونزلنا معه الوسطى منهنّ، وقال: هو أوقى لنا من مجاورة فاجر وسماع منكر.

  وحدثني عن جده، عن أبي عبد اللّه الفارسي، قال: ضاق بالإمام القاسم # المسالك واشتد الطلب، ونحن مختفون معه خلف حانوت أسكاف من خُلصان الزيدية، فَنُودِيَ نداء يبلغنا صوته: برئت الذمة ممن آوى القاسم بن إبراهيم، وممن لا يدل عليه، ومن دلّ عليه فله ألف دينار، ومن البز كذا وكذا، والأسكاف مطرقٌ يسمع ويعمل ولا يرفع رأسه، فلما جاءنا قلنا له: أما ارْتَعت؟


= إبراهيم، على كتاب الله تعالى وسنة نبيه ÷، ثم قال لي القاسم: قمْ يا أبا عبدالله، وأذّن، وقلْ فيه: حي على خير العمل؛ فإنه هكذا، نزل به جبريل # على جدنا محمد ÷ ........ إلخ. ولله دره من مقام! جمع حجج الله على الأنام، من النبوة والأعلام، عليهم الصلاة والسلام.

(١) محل نزول المسافرين.