صفته # وذكرعلمه وفضله ونبذ من سيرته
  السطح، فلما خرج الطبيب لم يجد الحمار، فقيل له: صعد به يحيى السطح، فسأله أن ينزله، فمن المثل السائر: إنما ينزل الحمار من صعد به.
  فأنزله وقد دميت بنانه، فبلغ ذلك أباه فزجره وخاف عليه أن ترمقه العيون.
  وحُكي أنَّه كان #: أسدياً، أنجل العينين، واسع الساعدين غليظهما، بعيد ما بين المنكبين والصدر، خفيف الساقين والعجز كالأسد.
  وحكى أبو العباس الحسني |، عن بعض من ورد تلك الناحية من العرب أن يحيى # كان يدخل السوق بالمدينة وهو حَدَث في أوان البلوغ، وقد امتاروا(١) من موضع، فيقول: ما طعامكم هذا؟
  فيقال: الحنطة.
  فيدخل يده في الوعاء فيأخذ منها في كفّه ويطحنه بيده، ثم يخرجه فيقول: هذا دقيق، يُرِي شدته وقوته.
  فأما تقدمه في العلم فاشتهاره يغني عن تقصِّيه، ومن أحبّ أن يعرف تفصيله فلينظر في كتبه وأجوبته عن المسائل التي سُئل عنها ووردت عليه من البلدان، نحو: (كتاب الأحكام)، و (المنتخب)، وكتاب (الفنون)، وكتاب (المسائل)، و (مسائل محمد بن سعيد)، و (كتاب التوحيد)، و (كتاب القياس).
  حدثني أبو العباس الحسني | عن الفضل بن العباس أنَّه سمع محمد بن يحيى المرتضى ¥ أو غيره يقول: إن يحيى بن الحسين # بلغ من العلم مبلغاً يُحْتار عنده، ويُصَنِّف وله سبع عشرة سنة.
  وحدثني | عن أبي جعفر محمد بن العباس الحريري الفقيه، أنَّه سمع علي بن العباس الحسني ¦ يقول: إنَّه سمع أبا بكر بن يعقوب عالم
(١) قال في القاموس: المِيرَةُ، بالكسر: جَلَبُ الطَّعامِ. مارَ عِيالَهُ يَمِيرُ مَيْراً، وأمارَهُمْ، وامْتارَ لَهُمْ. والمَيَّارُ: جالِبُ المِيرَةِ، وبالضم: جمعُ مائِرٍ، كالمَيَّارَةِ، كرَجَّالَةٍ.