صفته # وذكرعلمه وفضله ونبذ من سيرته
  أهل الرأي(١) وحافظهم يقول - حين ورد عليه باليمن: قد ضلّ فكري في هذا الرجل - يعني يحيى بن الحسين # - فإني كنتُ لا أعترف لأحد بمثل حفظي لأصول أصحابنا، وأنا الآن إلى جنبه جَذَع، بينا أجاريه في الفقه وأحكي عن أصحابنا قولاً، إذْ يقول: ليس هذا يا أبا بكر قولكم، فأرادُّه، فيُخْرِج إليَّ المسألة من كتبنا على ما حكى وادعى، فقد صرتُ إذا ادعى شيئاً عنَّا أو عن غيرنا لا أطلب معه أثراً.
  وحدثني | قال: دخلت الري سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، وكنت ارتحلتُ إلى شيخ العلوية وعالمها أبي زيد عيسى بن محمد العلوي | - من ولد زيد بن علي # - وإلى غيره من ابن أبي حاتم(٢) وآخرين، وحضرتُ مجلس النظر لأبي بكر الخطاب فقيه الكوفيين وحافظهم، فجريت مع من حضر في مسائل النظر، فقال: ما قرابة ما بينكم وبين أصحاب اليمن من أولاد يحيى بن الحسين وأولئك الأشراف؟
  فقلت له: كان يحيى بن الحسين من أولاد إبراهيم بن الحسن بن الحسن، ونحن من ولد داود بن الحسن بن الحسن، وداود وإبراهيم أخوان، فنحن وهم بنو الأعمام، ولكن أم يحيى بن الحسين كانت عمة جدي.
  قال: علمت أن هذا عن أصل، وكان يعجبه كلامي.
  ثم أنشأ يحدث، قال: كنا عند علي بن موسى القمّي(٣) فَذُكِرَ له خروج علوي
(١) يعني بأهل الرأي الحنفية، والله أعلم. تمت من هامش المخطوط.
(٢) عبدالرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي المعروف بابن أبي حاتم، ولد سنة أربعين ومائتين، رحل إليه السيد أبو العباس الحسني سنة عشرين وثلاثمائة فسمع منه، توفي في شهر محرم سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، انتهى من الطبقات.
(٣) العلامة شيخ الحنفية بخراسان، أبو الحسن علي بن موسى القمي النيسابوري، من تصانيفه كتاب (أحكام القرآن)، ذكره الحاكم فعظّمه وفخّمه، وقال: توفي سنة خمس وثلاثمائة.