الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[عودة إلى أخبار الناصر #]

صفحة 111 - الجزء 1

  وبين اللّه ø أن أولِّيَ واحداً⁣(⁣١) منهم أمر المسلمين.

  ثم قال: الحسن بن القاسم أحق بالقيام بهذا الأمر من أولادي وأصلح له منهم فَرُدُّوه! ولم يمنعه ما كان أسلفه عنده من إيثار الحق في المشورة به.

  وقد كان نفر عنه الداعي ¥ قبل هذه الكائنة مرّة أخرى وخرج إلى الديلم، ثم توسّط المشائخ والأشراف والفقهاء بينهما وعقدوا الصلح وردّوه إليه.

  فسمعت أبي | يحكي من عبد اللّه بن أحمد بن سلام |، أنَّه قال: أردنا عقيب هذا الصلح أن نتوصل إلى تلقيب الداعي ¥، فقلنا للناصر: إن أبا محمد قد شاع في النَّاس استيحاش الناصر منه، فينبغي أن تنعته بنعت وترسم له لقباً يُرْفَعُ به عنه.

  قال: ففطن لما نريده ولم يكن ممن يذهب عليه مثل هذه الأغراض وتتمكن من مخادعته، فقال: لقّبوه بالتائب إلى اللّه.

  فقلنا أيها الناصر: نريد غير هذا.

  فقال: فالراجع إلى الحق.

  فقلنا: لا.

  فلم نزل به حتى تنجَّزنا منه تلقيبه بالداعي إلى اللّه.

[عودة إلى أخبار الناصر #]

  واتصل به ¥ ما عزم عليه أحمد بن إسماعيل والي خراسان من بروزه من بخارى بجيشه وقضّه وقضيضه قاصداً طبرستان، ومتوجهاً إلى حربه، وإظهاره أنَّه يخرّبها ولا يبقي بالديلم شجرة إلا قلعها لما جرى على عسكره، واشتغل قلبه وقلوب أوليائه بذلك اشتغالاً عظيماً.


(١) أحداً. نخ.