مقدمة التحقيق
  
مقدمة التحقيق
  الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه المبين: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ}[يوسف: ٣]، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى عترته الطاهرين، وبعد:
  فهذا الكتاب الذي بين يديك - الإفادة في تاريخ الأئمة السادة - من أوائل الكتب التي حَكَت تاريخ أئمة أهل البيت $، وهو من مراجع الزيدية المعتمدة، وأحد كتبها المهمّة، المحتوية على فوائد جمّة، فترى كلّ من ألّف في هذا الموضوع يجعله من معتمداته، لما له من المكانة العليّة، ولمؤلّفه من الرتبة الرفيعة السنيّة، فهو من أولاد النبوة، وأحفاد الرسالة، الذين أمر الله بمودتهم أجراً لنبيه في محكم كتابه، فقال تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣].
  وقد حاول المؤلف # في كتابه المختصر هذا جمع ما تمسّ الحاجة إليه من معرفة: أسمائهم، وأنسابهم، وأسماء أمّهاتهم، ومدّة ولايتهم، ومبلغ أعمارهم، ومواضع قبورهم، وما يتصل بذلك - كما ذكر ذلك -، وتحدّث # عن كتابه في ديباجته قائلاً: ونَحَوْنَا في ترتيبهم النّسَق الذي أورده الهادي إلى الحق أبو الحسين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم $ في أسمائهم إلى زمانه، في صدر كتاب (الأحكام)، ثم ذكرناه ومن بعده منهم، مفتتحاً بأمير المؤمنين وسيّد المسلمين علي بن أبي طالب #، ومختتماً بالمهدي لدين اللّه أبي عبداللّه محمد بن الحسن الداعي إلى الحق رضوان اللّه عليه.