الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

صفته ¥

صفحة 44 - الجزء 1

الإمام يحيى بن زيد ¥

  هو: أبو عبد اللّه، وقيل: أبو طالب، يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

  أمه: ريطه بنت عبد اللّه بن محمد بن علي بن أبي طالب عليهم صلوات رب العالمين.

صفته ¥

  كتب يوسف بن عمر إلى عامله نصر بن سَيَّار⁣(⁣١) على خراسان يطلبه، فذكر له حليته وقال: (هو: قطط الشعر، حَسَن اللحية حين استوت لحيته).


= بدا من الشيب في رأسي تفاريق ... وحان للهو تمحيص وتطليقُ

هذا ولا لهو مع همّ يعوّقني ... بيوم زيد وبعض الهم تعويقُ

لما رأى أن نور الدين مطرح ... وقد تقسمه نهب وتمحيقُ

وأن أمر هشام في تفرعنه ... يزداد شراً وأن الرجس زنديقُ

قام الإمام بأمر الله ينهضه ... محبة الدين إن الدين موموقُ

يدعو إلى ما دعا آباؤه زمنا ... إليه وهو بعين الله مرموقُ

ابن الرسول نعم وابن الوصي نعم ... وابن الشهيد نعم والقول تحقيقُ

لم يشفهم قتله حتى تعاوره ... قتلٌ وصلب وتحريق وتغريقُ

(١) نصر بن سيار: أحد ولاة الأمويين على خراسان، وهو الذي أخذ يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ وقيّده وحبسه، وكتب بخبره إلى يوسف بن عمر، فكتب يوسف بن عمر إلى الوليد، فأمر إليه الوليد: أن أفرج عنه واترك التعرض له ولأصحابه، فكتب يوسف إلى نصر بما أمر به الوليد، فدعاه نصر وحلّ له قيده وقال له: لا تثير الفتنة، فقال: وهل في أمة محمد ÷ أعظم من فتنتكم من سفك الدماء والشروع فيما لستم له أهل؟ فسكت نصر وخلّى سبيله، فخرج من عنده وجاء إلى بيهق وأظهر الدعوة هناك وبايعه فيها سبعون رجلاً، واجتمع على حربه زهاء عشرة آلاف قائدهم سلم بن أحور عن رأي نصر بن سيار، فخرج عليهم يحيى # وقاتلهم وهزم، ثم اجتمع عليه بقية الجيش والعسكر فقاتلهم ثلاثة أيام ولياليها أشد قتال حتى قُتل أصحابُه، وأتته نشابة في جبهته ثم حزوا رأسه وحملوه إلى مروان في رواية الحدائق، انتهى من الأنوار البالغة شرح أبيات الدامغة.