الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية #

صفحة 47 - الجزء 1

  محمد الكندي قتيلاً، فحز رأسه - لعنه الله - وحمله إلى مراون الحِمَار.

  وكان قَتْلُه - ¥ ولعن قاتله - في شهر رمضان عشيّة الجمعة سنة ست وعشرين ومائة، وقيل: سنة خمس، وصُلِب بدنه على باب مدينة الجوزجان.

  وكان له ~ يوم قُتل ثمان وعشرون سنة، وعُرِض عليه أن يتزوج فكان يقول: هيهات وأبو الحسين مصلوب بكناسة الكوفة ولم أطلب بثأره.

  ولم يزل ~ مصلوباً إلى أن ظهر أبو مسلم الخراساني⁣(⁣١)، فأنزله وغَسَّلَه وكَفَّنه ودُفن بـ (أنْبِيْر⁣(⁣٢))، وقيل في قرية تقابلها، ومشهده معروف بالجوزجان مزور.

  وتتبّع أبو مسلم قتلته فقتل أكثرهم، وأخذ الرجلين الذين رماه أحدهما وحزّ رأسه الآخر، فقطع أيديهما وأرجلهما وقتلهما وصلبهما، وأمر بتسويد الثياب، وأن يناح عليه سبعة أيام.

  وروي أن في تلك السنة ما وُلِد وَلَدٌ ذكر بخراسان إلا سُمي يحيى؛ إعظاماً له #.

الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية #

  هو: أبو عبد اللّه، وقيل: أبو القاسم محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وكان يسمى: المهدي، ويُسمى: صريح قريش⁣(⁣٣)، لأنه # لم يكن في آبائه إلى أمير المؤمنين # من أمه أم ولد ولا في جداته،


(١) أبو مسلم عبد الرحمن بن مسلم، في نسبه خلاف كبير، فقال بعضهم: هو من أصبهان، وقال بعضهم: من خراسان، وقيل: من العرب، وادعى هو: أنه ابن سليط بن علي بن عبدالله بن عباس، ولد سنة (١٠٠ هـ)، ونشأ عند إدريس بن عيسى، قتله أبو جعفر الدوانيقي بـ (رومية المدائن) سنة (١٣٧ هـ)، المعارف ٣٧٠، ٤٢٠، انتهى من هامش التحف شرح الزلف ٨٦/ط ٣.

(٢) أنبير: مدينة بالجوزجان بين مرو الروذ وبلخ من خراسان، معجم البلدان ج ١/ ٢٥٩.

(٣) يقال للنفس الزكية #: صريح قريش، وابن الفواطم، وهن: أم أبيه عبدالله فاطمة بنت الحسين السبط، وأم أبيها فاطمة بنت رسول الله ÷، وأم أمير المؤمنين علي سلام الله عليه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وأم عبدالله وأبي طالب فاطمة بنت عمرو. من هامش المخطوط.