الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

صفته #

صفحة 48 - الجزء 1

  ويسمى: النفس الزكية، لورود الرواية بأن النفس الزكية يُقْتل عند أحجار الزيت.

  وأمه: هند بنت أبي عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود بن عبدالمطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وروي أنها حملت به أربع سنين، وولد في: سنة مائة، في بعض الروايات، وروي غير ذلك.

صفته #

  كان # آدم اللون، شديد الأدمة، قد خالطه الشيب في عارضيه، وكانت له شامة في كتفيه، تشبه شامة رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله، وكان متناهياً في العلم، متقدماً في الفقه والحديث، قد سمع من نافع⁣(⁣١)، وابن طاووس، وغيرهما بعد ما سمع من آبائه $، ولزمه واصل بن عطاء⁣(⁣٢) وغيره من المتكلّمين، وله كتاب (السير) المشهور، وسمعتُ جماعة من فقهاء أصحاب أبي حنيفة وغيرهم يقولون: إن محمد بن الحسن⁣(⁣٣) نقل أكثر مسائل السير عن هذا الكتاب.

  وكان شجاعاً فارساً خطيباً بارعاً في الخطبة على تَمْتَمَةٍ كانت تعتريه إذا تكلم، فإذا


(١) نافع الفقيه، مولى ابن عمر، أبو عبدالله المدني، قال ابن حبِّان: اختلف في نسبته، أرسله عمر بن عبدالعزيز إلى مصر ليعلّم أهلها، نشأ في المدينة، توفي سنة ١١٧ هـ، وقيل: سنة ١١٩ هـ، وقيل: سنة ١٢٠ هـ، خرَّج له أئمتنا الخمسة والجماعة.

(٢) واصل بن عطاء، البليغ المفوّه، أبو حذيفة المخزومي، مولده سنة ثمانين بالمدينة، وهو وعمرو بن عبيد رأسا الاعتزال، قيل: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، كان صموتاً، طويل الرقبة جداً، وله مؤلف في التوحيد، وكتاب المنزلة بين المنزلتين، أنظر سير أعلام النبلاء ٥/ ٤٦٤.

(٣) هو أبو عبدالله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني بالولاء، صاحب أبي حنيفة وملازمه، ولد بـ (واسط) سنة (١٣١ هـ)، ونشأ بالكوفة، فتفقّه على أبي حنيفة حتى صار من كبار أصحابه، وسمع: مسعر بن كدام، ومالك بن مغول، وعمر بن ذر، والأوزاعي، والثوري، وغيرهم كثير، توفي بـ (الري) سنة (١٨٩ هـ)، عن ثمان وخمسين سنة، المعارف ٥٠٠، وفيات الأعيان ٤/ ١٨٤، انتهى من هامش التحف شرح الزلف ط ٣/ ٨٥، وهو الصادع بكلمة الحق عند السلطان الجائر هارون الغوي، لما أراد نقض أمان الإمام يحيى بن عبدالله #، فناله ما ناله؛ والقصة مشهورة.