الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

نبذ من سيرته #

صفحة 57 - الجزء 1

  قلت: فما منعك أنت من ذاك؟

  قال: ودائع كانت للناس عندي.

  وكان الأعمش⁣(⁣١) يدعو إليه ويقول: ما يُقْعِدُكم عنه، أما إني لو كنتُ بصيراً لخرجتُ.

  وظهر # غُرَّة شهر رمضان، وورد عليه نعي أخيه النفس الزكية يوم الفطر، وقُتل # في ذي الحجة.

  فكانت مدة ظهوره على خلافة أخيه @ شهراً واحداً، ومدة قيامه بالأمر شهرين وأياماً.

نبذ من سيرته #

  أخذ عاملاً لأبي جعفر فقال له بعض أصحابه سَلِّمه إلي.

  قال له: وما تصنع به؟

  قال: أعذبه ليخرج المال الذي عنده.

  فقال: لا حاجة لي في مال لا يُستخرج إلا بالعذاب!

  وكان يقول متى أراد أن ينزل عن المنبر: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ٢٨١}⁣[البقرة].

  وقال يوماً وهو على المنبر بعد ما خطب: (اللهم إن ذكرت اليوم أبناء بآبائهم وآباء بأبنائهم، فاذكرنا عندك بمحمد صلى اللّه عليه وعلى آله، يا حافظ الآباء في الأبناء، والأبناء للآباء، احفظ ذرية نبيئك)، فارْتَجَّ المصلى بالبكاء.

  وكان محمد بن عطية مولى باهلة وَلِيَ بعض أعمال فارس لأبي جعفر؛ فظفر به أصحابه # وحملوه إليه، فقال: هل عندك مال؟


(١) سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي الأسدي مولى بني كاهل، عن أنس وابن جبير وعطية العوفي وأمم، وعنه السبيعي والثوري وشعبة ووكيع وشريك بن قيس وخلائق، وثقه جماعة، قلت: هو أحد أعلام الزيدية، وعداده في ثقات محدثي الشيعة، وقصته مع المنصور مشهورة [ذكرها في الحدائق الوردية]، توفي سنة ثمان وأربعين ومائة، احتج به الجماعة، انتهى من الجداول.