الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #
  وكان # انتقل إلى الرَّس في آخر أيامه، وهي: أرض اشتراها # وراء جبل أَسْود بالقرب من ذي الحليفة، وبنى هناك لنفسه ولولده، وتوفي بها - وقد حصل له ثواب المجاهدين من الأئمة السابقين - سنة ست وأربعين ومائتين، وله سبع وسبعون سنة، ودفن فيها، ومشهده معروف يزوره من يريد زيارته فيخرج من المدينة إليه.
الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #
  هو: أبو الحسين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $.
  وأمه: أم الحسن بنت الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $.
  ولد بالمدينة سنة خمس وأربعين [ومائتين]، وكان بين مولده وبين موت جده القاسم # سنة واحدة، وحمُل حين ولد إليه، فوضعه في حجره المبارك، وعَوَّذه وبَرَّك عليه ودعا له، ثم قال لابنه: بم سمّيته؟
  قال: يحيى.
  وقد كان للحسين أخ لأبيه وأمه يسمى: يحيى، توفي قبل ذلك، فبكى القاسم # حين ذكره، وقال: هو واللّه يحيى صاحب اليمن.
  وإنما قال ذلك لأخبار رُويت بذكره وظهوره باليمن، وقد ذكرها العباسي(١) المصنف لسيرته #.
(١) علي بن محمد بن عبيدالله العلوي العباسي، الشاعر الفارس البطل، أحد فرسان الهادي البواسل، له مواقف بطولية رائعة، وكان حين هجم بنو الحارث على أبيه منتزحاً في مكان يسمى البقيرة مع الإمام بصعدة، فلما بلغتهم الفاجعة توجهوا في حملة إلى نجران للثأر، فقاتل في هذه الحملة قتال الأبطال حتى سقط جريحاً، ثم حمل إلى خيوان فتوفي هناك سنة (٢٩٧ هـ) ودفن هناك - قدس الله =