صفته # وذكرعلمه وفضله ونبذ من سيرته
صفته # وذكرعلمه وفضله ونبذٌ من سيرته
  كان # موصوفاً من أيام صباه بفضل القوة والشدة والبأس والشجاعة، والاشتغال بالعلم والتَّوَفُّر(١) عليه.
  فأما الزهد والورع فمما لا يحتاج إلى وصفه به، لظهور الحال فيه عند الخاص والعام، والموافق والمخالف، ولأن الزهد أمر شامل لبيت القاسم بن إبراهيم # عامٌ في أولاده وأسباطه إلى يومنا هذا، لاسيما من لم يتَغَرَّب منهم ولم يختلط بأمراء هذه البلدان.
  ومما حُكي من قوّته وشدته: أنَّه كان يأخذ الدينار بيده فيؤثر في سكته بإصبعه ويمحوها.
  ومن الحكاية المشهورة عنه أنَّه كان له على رجل حق قبل أن يلي الأمر، فماطله وامتنع من توفيته، فحَرِدَ(٢) عليه يوماً، فأهوى إلى عمود حديد فلواه في عنقه، ثم سوّاه وأخرج عنقه منه.
  وحدثني أبو العباس الحسني |، عن محمد بن علي بن سليمان الرسي، عن ابنٍ لمحمد بن القاسم #، أن يحيى # كان غلاماً حَزَوَّراً(٣) بالمدينة، وكان طبيب نصراني يختلف إلى أبيه الحسين بن القاسم على حمار له يعالجه من مرض أصابه، فنزل عن الحمار يوماً وتركه على الباب، فأخذ يحيى # الحمار وأصعده
= روحه، انتهى من هامش التحف شرح الزلف ط ٣/ ١٨٣. ورثاه الإمام الهادي إلى الحق ¥، بقوله:
قبر بخيوان حوى ماجداً ... منتخب الآباء عباسي
قبر علي بن أبي جعفر ... من هاشم كالجبل الراسي
من يطعن الطعنة خوّارة ... كأنها طعنة جساس
(١) توفّرتُ عليه: رعيتُ حرماته.
(٢) في القاموس: كضَرَبَ وسَمِعَ: غَضِبَ، فهو حارِدٌ وحَرِدٌ وحَرْدانُ.
(٣) قال في القاموس: كعملسٍ: الغلامُ القويُّ، والرجلُ القويُّ، والضعيفُ، ضدٌّ.