الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

صفته # وذكرعلمه وفضله ونبذ من سيرته

صفحة 87 - الجزء 1

صفته # وذكرعلمه وفضله ونبذٌ من سيرته

  كان # موصوفاً من أيام صباه بفضل القوة والشدة والبأس والشجاعة، والاشتغال بالعلم والتَّوَفُّر⁣(⁣١) عليه.

  فأما الزهد والورع فمما لا يحتاج إلى وصفه به، لظهور الحال فيه عند الخاص والعام، والموافق والمخالف، ولأن الزهد أمر شامل لبيت القاسم بن إبراهيم # عامٌ في أولاده وأسباطه إلى يومنا هذا، لاسيما من لم يتَغَرَّب منهم ولم يختلط بأمراء هذه البلدان.

  ومما حُكي من قوّته وشدته: أنَّه كان يأخذ الدينار بيده فيؤثر في سكته بإصبعه ويمحوها.

  ومن الحكاية المشهورة عنه أنَّه كان له على رجل حق قبل أن يلي الأمر، فماطله وامتنع من توفيته، فحَرِدَ⁣(⁣٢) عليه يوماً، فأهوى إلى عمود حديد فلواه في عنقه، ثم سوّاه وأخرج عنقه منه.

  وحدثني أبو العباس الحسني |، عن محمد بن علي بن سليمان الرسي، عن ابنٍ لمحمد بن القاسم #، أن يحيى # كان غلاماً حَزَوَّراً⁣(⁣٣) بالمدينة، وكان طبيب نصراني يختلف إلى أبيه الحسين بن القاسم على حمار له يعالجه من مرض أصابه، فنزل عن الحمار يوماً وتركه على الباب، فأخذ يحيى # الحمار وأصعده


= روحه، انتهى من هامش التحف شرح الزلف ط ٣/ ١٨٣. ورثاه الإمام الهادي إلى الحق ¥، بقوله:

قبر بخيوان حوى ماجداً ... منتخب الآباء عباسي

قبر علي بن أبي جعفر ... من هاشم كالجبل الراسي

من يطعن الطعنة خوّارة ... كأنها طعنة جساس

(١) توفّرتُ عليه: رعيتُ حرماته.

(٢) في القاموس: كضَرَبَ وسَمِعَ: غَضِبَ، فهو حارِدٌ وحَرِدٌ وحَرْدانُ.

(٣) قال في القاموس: كعملسٍ: الغلامُ القويُّ، والرجلُ القويُّ، والضعيفُ، ضدٌّ.